


المدخل 1
تمّت ترجمة المقالة الىٰ اللغة العربية من قبل هيئة التحرير.
كتاب (أخلاق ناصرى) هو أحد المؤلّفات القيّمة المعروفة للعالم المعروف وصاحب العلوم والفنون الخواجة نصير الدين الطوسي (ت 672هـ)، حيث يحتلّ هذا الكتاب مكانة مهمّة، ويعتبر في عداد أهمّ النصوص المدرسية الكلاسيكية الإسلامية وأبرزها مكانة في علم الأخلاق والحكمة العملية. وقد ألّف الخواجة نصير الدين هذا الكتاب بقلم متين وبلسان فارسي رصين مثله مثل بعض مؤلّفاته، صنع منه أثراً فريداً من نوعه ولا مثيل له في وثاقة تحريره ولطف تقريره ودقّة رأيه وتدبيره. وقد ترجم ركن الدين الجرجاني (كان حيّاً سنة 728هـ) هذا الكتاب للّغة العربية لأهمّيته وتيسيراً لطالبيه من أبناء العربية. وقد تمّ تصحيح تعريب الجرجاني هذا والذي جاء تحت عنوان: (الأخلاق النصيرية في تعريب الأخلاق الناصرية) من قبل الدكتور يُب لَمير (Joep Lameer) وتمّت طباعته ونشره سنة (2015م) ضمن مجموعة الكتب التي تمّ نشرها من قبل دار نشر (بريل) في هولندا2
The Arabic Version of Ṭūsī’s Nasirean Ethics:With an Introduction and Explanatory Notes. by: Joep Lameer. Islamic Philosophy, Theology and Science. Texts and Studies, volume 96. Leiden | Boston: BRILL, 2015, PP. ix+550. $ 189, € 136.
أخلاق ناصرى، ترجمه عن الفارسية و وضع الدراسات و التحليلات العلمية عليه: د. محمّد صادق فضلالله: 426.
(أخلاق ناصرى) وما كتب حوله:
لقد ألّف الخواجة نصير الدين الطوسي كتابين مهمّين في علم الأخلاق، ويختلفان كثيراً فيما بينهما في الهيكلية والأسلوب والمحتوىٰ، وقد تمّ تأليفهما بإيحاء من حاكم ومحتشم قُهِستان الإسماعيلي الخواجة ناصر الدين أبي الفتح عبد الرحيم بن أبي منصور، وإنّما جاءت تسميتهما متناسبة مع إهدائهما للحاكم الإسماعيلي الخواجة ناصر الدين المحتشم؛ فسمّىٰ أحدهما بـ: (أخلاق ناصرى) والآخر باسم: (أخلاق محتشمى). وقد ألّف الخواجة نصير الدين كتاب: (أخلاق ناصرى) علىٰ شكل ترجمة وتنقيح وإكمال كتاب طهارة الأعراق أو تهذيب الأخلاق لأبي علي مِسكَوَيه (ت 421هـ)، ولذلك نرىٰ أنّ كتاب: (أخلاق ناصرى) من حيث النسق والأسلوب والمحتوىٰ كتهذيب الأخلاق لأبي علي مِسكَوَيه؛ مبتنٍ علىٰ أسس نظرية وفلسفية، وقد تمّ تأليفه بناء علىٰ فلسفة وأصول أخلاق أرسطو، وبناء علىٰ بعض القرائن فقد فرغ من تأليفه سنة (633هـ) تقريباً4
) للاطّلاع علىٰ تاريخ تأليف كتاب أخلاق ناصري هناك العديد من المقالات والكتب باللغة الفارسية يمكن الإشارة إلىٰ بعضها هنا: مقالة: (مقدّمه قديم أخلاق ناصري)، جلال الدين همائي، مجلّة دانشكده أدبيات وعلوم إنساني دانشگاه طهران، العدد: 3، ص18؛ كتاب: (أخلاق ناصري): تصحيح وتنقيح: مجتبىٰ مينُوي وعليرضا حيدري؛ كتاب: (أحوال وآثار خواجه نصير الدين طوسي): 454.
) أخلاق محتشمي: 23.
وكثيراً ما دار الكلام عن أهمّية كتاب: (أخلاق ناصرى) وخصوصيّاته، كما كتبت فيه أيضاً العديد من التأليفات، ولذلك لا نتطرّق في بحثنا هذا إلىٰ الكلام عن النصّ الفارسي لكتاب أخلاق ناصرى، ولا عن مختلف جوانبه المهمّة؛ فقد كُتبت مختلف التصحيحات والتلخيصات والترجمات من هذا الكتاب، وقد تمّ إعداد الكثير من الطبعات منه بالفارسية، حيث تحكي جميعها ـ بما فيه الكفاية ـ عن قيمة الكتاب ومنزلته في التراث الأخلاقي والفلسفي للعالم الإسلامي، واهتمام المفكّرين به وإقبالهم عليه، إلّا أنّنا سوف نتنطرّق ـ باختصار في بداية هذا البحث ـ للإشارة إلىٰ أهمّ المؤلّفات التي تناولت كتاب أخلاق ناصرى، ومن ثمّ ندخل في صلب الموضوع ألا وهو دراسة الترجمتين العربية القديمة والمعاصرة لهذا الكتاب.
بالنسبة للنصّ الفارسي من كتاب: (أخلاق ناصرى) ـ مضافاً إلىٰ الطبعات الحجرية المختلفة التي صدرت في إيران والهند ومناطق أخرىٰ، والتي اقترنت بتوضيحات وتعليقات مفيدة كثيرة وجديرة بالاستفادة والاهتمام ـ فقد صدر منه عدّة طبعات جديدة وحديثة منضّدة6
) للاطّلاع علىٰ مميّزات مختلف الطبعات الحجرية والمنضّدة المتعدّدة من كتاب أخلاق ناصرى، انظر: كتابشناسى خواجه نصير الدين طوسى: 72ـ73.
) كتاب مستطاب أخلاق ناصرى، خواجة نصير الدين الطوسي، انتشارات علميه إسلاميه، طهران، 1413 ه.
) أخلاق ناصرى، تصحيح وتنقيح: مجتبي مينُوي وعليرضا حيدري، انتشارات خوارزمي، طهران، الطبعة السادسة، 1387ش.
) انظر: مقالة (مقدمه قديم أخلاق ناصرى) باللغة الفارسية، جلالالدين همائي، مجلّة دانشكده أدبيّات وعلوم إنساني، العدد: 3، ص22.
وأمّا فيما يخصّ التراجم الموجودة من كتاب أخلاق ناصرى؛ فمضافاً إلىٰ الترجمتين العربيّتين القديمة والحديثة التي يأتي الحديث عنهما في بحثنا هذا10
( ) Wickens, G.M. (trans.), The Nasirean Ethics. London: George Allen and Unwin, 1964.
) الحكمة العملية عند نصير الدين الطوسي أو (آراؤه في السياسة والأخلاق وآداب النفس)، علي محمّد مقلّد، أطروحة دكتوراه دولة؛ الفلسفة؛ إشراف: فريد جبر، بيروت: جامعة القديس يوسف، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1981 م، 437 صفحة .
) أخلاق ناصرى، ترجمة الدكتور محمد صادق فضل الله: ص 6 الهامش 1 والصفحات 73 ـ 74.
) «ومن ملاحظة ترجمة مقلّد لعمل ويكنز ومقارنته مع النصّ الأصلي للكتاب، فإنّه لابدّ من الإشارة إلىٰ ما يشوب هذا العمل من نقص مهمّ يتمثّل في عدم ترجمته للمقدّمة وللأبواب الثلاثة اللاحقة التي تدور حول السبب الباعث علىٰ تأليف الكتاب، والتمهيد، وإبتداء الخوض في المطلوب. ولو تجاوزنا هذا الأمر المهمّ فإنّ ما لا يمكن تجاوزه هو النقص الكبير الذي يتمثَّل في قصور فهم لكثير من المعاني تزخر به الترجمة الإنكليزية، بحيث إنَّ المقارنة الدقيقة تُثبت تفاوتاً كبيراً بين النصّين الفارسي والإنكليزي». نفس المصدر: 74.
وخلافاً لرأي فضل الله فإنّ الدكتور يُب لَمير ـ بعد أن قارن ترجمة وِكِنز الإنجليزية بأسرها مع النصّ الفارسي لكتاب أخلاق ناصرى، وكذلك قارنها مع ترجمة ركن الدين الجرجاني العربية أيضاً ـ يعتقد اعتقاداً راسخاً أنّ ترجمة وكنز بالرغم ممّا فيها من بعض الإشكالات فهي ـ بشكل عامّ ـ ترجمة جميلة ودقيقة جدّاً جدّاً لكتاب: (أخلاق ناصرى) الفارسي14
) في حوار شخصي لراقم السطور مع الدكتور لَميِر، جاء نصّ عباراته كالتالي:
It is a very very beautiful and overall precise translation. It is very good from a literary point of view. Sometimes the translation is a bit literal to be on the safe side. In some philosophical matters he misses the point and I corrected him a few times. But overall a more beautiful translation is not likely to be produced ever!
It is a very very beautiful and overall precise translation. It is very good from a literary point of view. Sometimes the translation is a bit literal to be on the safe side. In some philosophical matters he misses the point and I corrected him a few times. But overall a more beautiful translation is not likely to be produced ever!
وبغضّ النظر عن تراجم الكتاب الآنفة الذكر، فإنّ كتاب: (أخلاق ناصرى) يمتاز بصعوبة النثر ـ وبتعبير ابن خاتون العاملي قال ما معرّبه: «بالرغم من أنّه بلسان فارسي ولكن بما أنّه رشح عن قلم عالم مثل الخواجة فليس من السهل أن يدرك محتواه ويفهمه إلّا العلماء وأهل الخبرة بفنون الحكمة»15
) توضيح الأخلاق: 71.
) لمَن يرغب بالمزيد في هذا الشأن فلينظر المقالات التالية بالفارسية:
الف) (بررسي سبك شناختي توضيح الأخلاق)، زهرا قرقي وأصغر دادبه؛ مجلّة: (كاوشنامه)، العدد: 24، 1391ش، الصفحات 167ـ188.
ب) توضيح الأخلاق خليفه سلطان (تحريرى از أخلاق ناصرى خواجه نصير الدين طوسى)، آسية كازروني، مجلّة فرهنگ (ويژه خواجه نصير)، العدد: 61 و62، 1386ش، الصفحات: 575ـ594.
الف) (بررسي سبك شناختي توضيح الأخلاق)، زهرا قرقي وأصغر دادبه؛ مجلّة: (كاوشنامه)، العدد: 24، 1391ش، الصفحات 167ـ188.
ب) توضيح الأخلاق خليفه سلطان (تحريرى از أخلاق ناصرى خواجه نصير الدين طوسى)، آسية كازروني، مجلّة فرهنگ (ويژه خواجه نصير)، العدد: 61 و62، 1386ش، الصفحات: 575ـ594.
) انظر أنموذجاً: رياض العلماء وحياض الفضلاء؛ حيث قال الأفندي: «كتاب توضيح الأخلاق بالفارسية، وهو تلخيص كتاب الأخلاق الناصرية للخواجة نصير الدين بالفارسية أيضاً، وتغيير عباراته غير المأنوسة بالعبارات الشائعة المأنوسة». رياض العلماء وحياض الفضلاء 2/ 55.
) توضيح الأخلاق خليفه سلطان (تحريرى از أخلاق ناصرى خواجه نصير الدين طوسى)، مجلّة فرهنگ (ويژه خواجه نصير)، العدد: 61 و62، ص582.
كما كُتب أيضاً تحرير آخر مهمّ من كتاب: (أخلاق ناصرى) تحت عنوان: (توضيح الأخلاق عبد الله شاهى)، تمّت كتابته بقلم شمس الدين محمّد بن سديد الدين علي بن خاتون العاملي (كان حيّاً سنة 1068هـ) تلميذ الشيخ البهائي وابن أخته (ت1030هـ) وقد طبع الكتاب قبل بضع سنوات محقّقاً19
) توضيح الأخلاق، ابنخاتون عاملي، شمس الدين محمّد ، تحقيق وتصحيح: سيّد محمّد رضا رضاپور، بنياد پژوهشهاي إسلامي آستان قدس رضوي، مشهد، 1392ش .
وفضلاً عن ذلك فقد كتبت عدّة شروح أخرىٰ أيضاً علىٰ كتاب: (أخلاق ناصرى) من بينها شرح السيّد علي محمّد ابن السيّد محمّد سلطان العلماء النقوي الهندي (ت 1312هـ) تحت عنوان: (شرح الأخلاق الناصري)20
) أعيان الشيعة 8/311؛ طبقات أعلام الشيعة 16/1626.
) الذريعة إلىٰ تصانيف الشيعة 21/315.
) انظر: فهرستگان نسخه هاى خطّى إيران (فنخا) 6 / 983.
) أخلاق محتشمي: 11ـ16.
وبغضّ النظر عن كلّ ما ذكرناه من شروح وتراجم للكتاب وغير ذلك فإنّ هناك عدداً من التلخيصات والمنتخبات من كتاب: (أخلاق ناصرى) قد تمّ إعدادها، ويجدر أن نذكر منها في عصرنا الحاضر تلخيص الأستاذ جلال الدين همائي تحت عنوان: (منتخب أخلاق ناصرى)24
) منتخب أخلاق ناصرى، جلال الدين همائي، طبع إيران، طهران، 1320ش.
) كليد سعادت (گزيده أخلاق ناصرى)، صمد موحّد، انتشارات سخن، طهران، 1374ش.
ركن الدين الجرجاني وتراجمه لمؤلّفات الخواجة نصير الدين الطوسي:
هو ركن الدين محمّد بن علي بن محمّد الجرجاني الحلّي الغروي (كان حيّاً سنة 728هـ)، متكلّم ومترجم شيعي بارع، من تلامذة العلّامة الحلّي (ت 726هـ)، وهو جدّ المتكلّم والفقيه الإمامي المعروف الفاضل المقداد السُيُوري (ت 826هـ) من جهة الأمّ26
) ذكر الفاضل المقداد السُّيُوري في مقدّمة شرحه علىٰ ترجمة الجرجاني لرسالة الفصول للخواجة نصير الدين الطوسي بأنّ الجرجاني جدّه: «... للمولىٰ المعظّم العلّامة السعيد والجدّ الحميد ركن الملّة والدين محمّد بن علي الجرجاني مَحتِداً، والأسترآبادي منشأً ومولداً». الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية: 46.
) قد تمّ نشرمصوّرة هذا الكتاب في: متون إیراني: 1095ـ1260، تحت عنوان: (إشراق اللاهوت در شرح كتاب الیاقوت) مع مقدّمة بالفارسية لحسن الأنصاري.
) انظر ما جاء في شأن هذا الكتاب في: (تصحيح كتاب الأبحاث في تقويم الأحداث) لحسن الأنصاري في:
http://ansari.kateban.com/post/1825.
http://ansari.kateban.com/post/1825.
بناء علىٰ هذا لابدّ من تنظيم دراسة واسعة النطاق في مجال آراء الجرجاني ومؤلّفاته؛ فإنّ المقالات الموجودة في شأنه ومؤلّفاته جاءت مختصرة ولم تغنِ شيئاً، وكذلك المدخل الذي كتب في شأنه في دائرة المعارف الإسلامية الكبرىٰ (دائرة المعارف بزرك إسلامي) فهو ضعيف ورديء المستوىٰ، وفيه نواقص وأمور مخالفة للصواب واضحة للعيان؛ علىٰ سبيل المثال: فإنّه لم تتمّ الإشارة في هذا المدخل لا إلىٰ أهمّية كتاب الجرجاني الذي جاء تحت عنوان: (إشراق اللاهوت)، ولا حتّىٰ الإشارة إلىٰ واحد من الطبعات الموجودة من مؤلّفاته مثل تعريب كتاب: (فصول نصيرية) والترجمة العربية لكتاب: (أوصاف الأشراف)؛ بل عوضاً عن ذلك تمّ تعريف بعض النسخ لتلك المؤلّفات فقط. مضافاً إلىٰ ذلك فإنّ عنوان كتاب: (الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية) ـ للفاضل المقداد السيوري الذي ألّفه في تعريب كتاب الفصول النصيرية ـ قد تمّ درجه بنحو خاطئ تحت عنوان: (الأنوار الحلالية في شرح العضول النصيرية)29
) ما معرّبه في المدخل: «... المقداد بن عبد الله السيوري من متكلّمي القرن التاسع الهجري له شرح علىٰ ترجمة الجرجاني [للفصول النصيرية] تحت عنوان: (الأنوار الحلالية في شرح العضول النصيرية) نسبة إلىٰ جلال الدين الحسيني الآوي». ولمّا كان كاتب المدخل في صدد تعريف الشرح الذي كتبه الفاضل المقداد علىٰ الترجمة العربية لفصول الخواجة نصير لم يلتفت حينها إلىٰ:
أوّلاً: أنّ عنوان (الأنوار الحلالية) كيف يمكن تصوّر معناه هنا؟ وما هو مؤدّىٰ معناه في هذا الموضع؟
ثانياً: أنّ الكتاب الذي كتب في شرح فصول الخواجة نصير لابدّ له أن يشتمل ـ وفق القاعدة ـ علىٰ عنوان: (في شرح الفصول النصيرية) وليس (في شرح العضول النصيرية) وهو عنوان لا صلة له بكتاب الخواجة.
أوّلاً: أنّ عنوان (الأنوار الحلالية) كيف يمكن تصوّر معناه هنا؟ وما هو مؤدّىٰ معناه في هذا الموضع؟
ثانياً: أنّ الكتاب الذي كتب في شرح فصول الخواجة نصير لابدّ له أن يشتمل ـ وفق القاعدة ـ علىٰ عنوان: (في شرح الفصول النصيرية) وليس (في شرح العضول النصيرية) وهو عنوان لا صلة له بكتاب الخواجة.
) الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية، مِقداد بن عبدالله السُّيوري الحلّي، تحقيق: علي حاجيآبادي/عباس جلالينيا، بنياد پژوهشهاي إسلامي آستان قدس رضوي، مشهد، ۱۳۷۸ش.
إنّ الجرجاني يعتبر متخصّصاً في الترجمة العربية لمؤلّفات الخواجة نصير الدين الفارسية، فقد ترجم إلىٰ العربية ستّة من مؤلّفات الخواجة الفارسية المهمّة في مختلف العلوم، وبذلك استطاع أن يمهّد الأرضية لطلّاب العلوم من العرب للتعرّف علىٰ مؤلّفات الخواجة نصير الدين الطوسي؛ وقد أكّد الجرجاني في مقدّمة ترجمته العربية من كتاب أوصاف الأشراف للخواجة نصير أنّ أكثر مؤلّفات الخواجة نصير كتبت باللغة الفارسية ولهذا السبب لم يحظَ طلّابها بالحصول عليها والاستفادة منها في مناطق مثل العراق، ولذلك عزم الجرجاني علىٰ ترجمة كتب الخواجة ورسائله إلىٰ العربية ليعمّ الانتفاع بها وينتفع بها طلّاب العلوم العرب، ثمّ أردف قائلاً: أنّه استطاع أن يترجم حتّىٰ الآن من مؤلّفات الخواجة إلىٰ العربية ما يلي31
) «... إلّا أنّ أكثر رسائله وكتبه باللسان الفارسي، صنّفها لِوُلاة زمانه بحسب الالتماس، ولذلك لم يعمّ نفعها في الآفاق، ولم يشتهر عند طلبة أهل العراق فدعتني الغِيرةُ علىٰ ضياع عقائل الكلام، وشدّة الهمّة علىٰ تكميل الأنام، إلىٰ أن أعرّب ما أجد من كتبه ورسائله، في فنون علومه وفضائله، فعرّبت بتوفيق الله الأخلاق الناصرية، وكتاب أساس الاقتباس في المنطق، ورسالة في الجبر والقدر، ورسالته المسمّاة بالفصول في الأصول، وشرح كتاب الثمرة لبطليموس في النجوم، وهذه الرسالة في السلوك». أوصاف الأشراف، تأليف: الخواجة نصير الدين الطوسي ، تعريب: محمّد بن علي الجرجاني الحسيني الحلّي الغروي، تحقيق: محمّد سعيد الطريحي؛ مجلّة الموسم، العددان 57ـ58 ، السنة 16، 1427 ه / 2005 م، ص308.
1) أخلاق ناصرى (في الأخلاق).
2) أساس الاقتباس (في علم المنطق).
3) رسالة في الجبر والقدر (القضاء والقدر).
4) رسالة فصول نصيرية (الفُصُول في الأصول /الفُصُول النصيرية في الأصول الدينية) (في أصول الدين).
5) شرح كتاب الثمرة، لـ: بَطلَميوس (في علم النجوم).
6) أوصاف الأشراف (في تهذيب النفس).
ولم يتمّ العثور حتّىٰ الآن علىٰ كتاب: (شرح كتاب الثمرة لـ: بطليموس) ولا علىٰ كتاب: (أساس الاقتباس)، في حين أنّ سائر مؤلّفاته الأخرىٰ التي ترجمها الجرجاني إلىٰ اللغة العربية موجودة وقد تمّت طباعة بعضها. وقد طبعت الترجمة العربية للجرجاني لكتاب: (فصول نصيرية) عدّة مرّات32
) نُشرت هذه الرسالة مرّة بمساعي المرحوم دانش پژوه مع أصل النصّ الفارسي وفي قباله الترجمة العربية، وقد تمّ نشره تحت عنوان: (فصول خواجه طوسى وترجمه تازى آن از ركن الدين محمّد بن على گرگانى استرابادى)، باهتمام: محمّد تقي دانش پژوه، انتشارات جامعة طهران، 1335ش.
وقد طبعت الرسالة المذكورة مرّة أخرىٰ أيضاً طبعة مستقلّة عارية عن انتسابها للجرجاني تحت عنوان: فصول العقائد، راجعه ونقّاه: شاكر العارف وحميد الخالصي، مطبعة المعارف، بغداد، الطبعة الثانية، 1380 ه / 1960 م.
وقد طبعت الرسالة المذكورة مرّة أخرىٰ أيضاً طبعة مستقلّة عارية عن انتسابها للجرجاني تحت عنوان: فصول العقائد، راجعه ونقّاه: شاكر العارف وحميد الخالصي، مطبعة المعارف، بغداد، الطبعة الثانية، 1380 ه / 1960 م.
) انظر: فهرستگان نسخه هاى خطّى إيران (فنخا) 10/33 (تحت عنوان: الجبر والاختيار).
) المتن الفارسي والترجمة العربية لكتاب: (أوصاف الأشراف) للخواجة نصير الدين محمّد طوسي، ترجمة: ركن الدين محمّد بن علي الجرجاني، مع مقدّمة وتصحيح السيّد محمّد مدرّسي، مكتبة إسلاميه، طهران، 1340ش: 163.
) أشار محقّق النصّ العربي لـ: (أوصاف الأشراف) في مقدّمته علىٰ الطبعة أدناه إلىٰ أربع طبعات أخرىٰ من تعريبه؛ انظر: أوصاف الأشراف، تعريب: محمّد بن علي الجرجاني الحسيني الحلّي الغروي، مجلّة الموسم، العددان 57ـ58، السنة 16، 1427 ه / 2005م، الصفحات: 297ـ341.
أمّا الترجمة العربية للجرجاني من كتاب: (أخلاق ناصرى) الذي سمّاه (الأخلاق النصيرية في تعريب الأخلاق الناصرية) ـ والتي تعتبر أيضاً النسخة الفريدة المعروفة حتّىٰ الآن ـ فقد تكلّم الدكتور يُب لَمير بشكل مفصّل في مقدّمته القيّمة من تصحيح هذا الكتاب، وبيّن بعض الخصوصيّات المرتبطة بالنصّ واللغة فيها؛ ولذا يمكن لمَن أراد أن يتزوّد بمعلومات في هذا الخصوص أن يراجع ترجمة مقدّمته هذه إلىٰ الفارسية من قبل راقم السطور36
) برگردانِ عربى أخلاق ناصرى (الترجمة الفارسية لمقدّمة یُپ لَمیِر للنصّ المصحّح من الترجَمة العربية لرُكن الدین الجرجاني من كتاب أخلاق ناصرى) 1 / 743ـ806.
بناء علىٰ الترقيمة الموجودة في النسخة المتبقّية من الأخلاق النصيرية في تعريب الأخلاق الناصرية، فإنّ الجرجاني فرغ من الترجمة العربية لكتاب: (أخلاق ناصرى) في (يوم الخميس 16 شعبان سنة 713هـ) في النجف. والنسخة الوحيدة المعروفة من ترجمة الجرجاني العربية لكتاب: (أخلاق ناصرى) والتي كتبت في (سنة 768هـ /1366م) أو قبل هذا التاريخ لم تكن بخطّ الجرجاني الذي كان حيّاً في (سنة 728هـ).
إنّ ترجمة كتاب: (أخلاق ناصرى) من الفارسية إلىٰ العربية من قبل الجرجاني يحظىٰ بأهمّية من عدّة جهات:
أوّلاً: من حيث الارتباط بنصوص كتاب: (أخلاق ناصرى) الفارسي؛ إذ يمكن أن تساعدنا ترجمة الجرجاني من هذه الجهة في فهم بعض تعقيدات النصّ الفارسي وفتح مغلقاته، وعلىٰ أقلّ تقدير سوف يتبيّن لنا من خلال هذه الترجمة كيفية تلقّي عالم مثل الجرجاني للنصّ الفارسي وما فهمه من عباراته.
ثانياً: من جهة الترجمة: فإنّ هذا الكتاب يعتبر أنموذجاً من ترجمة قديمة لنصّ قديم تمّ من قبل مترجم معروف وخبير فطن؛ لذلك يحظىٰ هذا الجانب من الكتاب بأهمّية كبيرة تساعدنا في دراسة فنّ الترجمة في (القرون الإسلامية الوسطىٰ) وكيفية عمل المترجمين آنذاك. ففي الواقع تعتبر ترجمة الجرجاني أنموذجاً لترجمة رائعة من اللغة الفارسية إلىٰ اللغة العربية في القرن الثامن الهجري، ولذلك تعدّ مصدراً ومرجعاً قيّماً في مجال الدراسات المرتبطة بتاريخ فنّ الترجمة.
ثالثاً: من جهة التخصّص اللغوي: فالنسخة الخطّية المذكورة من كتاب: (الأخلاق النصيرية في تعريب الأخلاق الناصرية) تمتاز بمميّزات لغوية مهمّة ومفيدة جديرة بالدراسة؛ خصوصاً لمعرفة نمط الكتابة وأساليبها في المرحلة التي تمّت فيها كتابة النسخة. ومن حسن الحظ أنّ الدكتور يُب لَمير قدّم دراسة مبسوطة قيّمة حول بعض الخصائص اللغوية في هذه النسخة الخطّية، حيث أشار الىٰ هذه الخصائص في قسم من مقدّمته علىٰ تصحيح الكتاب الذي طبع فيما بعد.
ملاحظات حول تصحيح كتاب: (الأخلاق النصيرية في تعريب الأخلاق الناصرية):
تمّ لأوّل مرّة تصحيح وطبع ترجمة الجرجاني لكتاب: (أخلاق ناصرى) التي جاءت تحت عنوان: (الأخلاق النصيرية في تعريب الأخلاق الناصرية) من قبل الدكتور يُب لَمير37
) يعدّ الدكتور يُب لَمير (Joep Lameer) من المتخصّصين البارزين في المنطق الإسلامي في الغرب. أهمّ ما كتبه في هذا المجال هو: أطروحته للدكتوراه في منطق الفارابي تحت عنوان: (فارابى وقياس هاى أرسطوئى: نظريه يونانى وكاربرد إسلامى) وقد طبعت أطروحته هذه تحت عنوان:
Al-Farabi and Aristotelian Syllogistics: Greek Theory and Islamic Practices. Leiden: E.J. Brill, 1994. Pp. xx + 352.
ومن مؤلّفاته التي يمكن الإشارة إليها هي ترجمته الإنجليزية لرسالة ملّا صدرا تحت عنوان: (التصوّر والتصديق) وقد طبعت تحت عنوان:
Conception and belief in Ṣadr al-Dīn Shīrāzī (ca 1571-1635) )al-Risāla fī l-taṣawwur wa-l-taṣdīq): introduction, translation, and commentary by Joep Lameer.
(انتشارات مؤسّسه پژوهشى حكمت وفلسفه إيران، طهران، 1385ش).
وترجمته الإنجليزية (تاريخ أدبيّات (مكتوبات) كارل بروكلمان العربية) أيضاً تعتبر من أعماله في السنين الأخيرة والتي لا زالت قيد الطباعة من قبل دار نشر بريل.
Al-Farabi and Aristotelian Syllogistics: Greek Theory and Islamic Practices. Leiden: E.J. Brill, 1994. Pp. xx + 352.
ومن مؤلّفاته التي يمكن الإشارة إليها هي ترجمته الإنجليزية لرسالة ملّا صدرا تحت عنوان: (التصوّر والتصديق) وقد طبعت تحت عنوان:
Conception and belief in Ṣadr al-Dīn Shīrāzī (ca 1571-1635) )al-Risāla fī l-taṣawwur wa-l-taṣdīq): introduction, translation, and commentary by Joep Lameer.
(انتشارات مؤسّسه پژوهشى حكمت وفلسفه إيران، طهران، 1385ش).
وترجمته الإنجليزية (تاريخ أدبيّات (مكتوبات) كارل بروكلمان العربية) أيضاً تعتبر من أعماله في السنين الأخيرة والتي لا زالت قيد الطباعة من قبل دار نشر بريل.
( janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, januari-april 2017, pp. 209 – 212.
(Vasalou, Sophia, “Journal of the American Oriental Society”, vol. 138, no. 1, 2018, pp. 209–212.
إنّ قِدَم نسخة الأخلاق النصيرية، وجودة سلامتها، قد مهّدا الأرضية المناسبة لتقديم تحقيق وتصحيح متقن ومتين لأصل الكتاب. إنّ الكتاب قد تمّ تصحيحه بناء علىٰ نسخة فريدة منه لتعذّر وجود نسخ بديلة لها. ومع ذلك كلّه فقد سعىٰ المصحّح لتدوين جميع الحواشي والتوضيحات الموجودة في أطراف النسخة وبين السطور وإدراجها في أسفل الصفحة. وكذلك في الحالات التي كان يقع الاختلاف بين ما اختاره من ضبط الكلمات وقراءته لها وبين ضبط الكلمات في النسخة ـ حتّىٰ في شكل الكلمات وإعرابها ـ كان يشير إلىٰ الضبط الموجود في النسخة40
) علىٰ سبيل المثال انظر: ص 205 من هذا التصحيح.
) janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, januari-april 2017, p. 210.
إنّ أحدىٰ الخصوصيّات التي امتاز بها تحقيق وتصحيح الأخلاق النصيرية هي وجود التعليقات الدقيقة المُمَيّزة والمفيدة من قبل المصحّح؛ فقد سعىٰ السيّد لَميِر في تعليقاته أن يوضّح ويبيّن جميع مغاليق النصّ وإبهاماته وإيهاماته، حتّىٰ أنّه في بعض الأحيان يحاول في الهامش تعيين مرجع الضمائر التي قد يصعب علىٰ القارئ تعيينها، وكذلك في الكلمات التي يحتمل اشتباه قراءتها والخلط بينها من قبل القارئ، فقد أشار في الهامش إلىٰ قراءتها الصحيحة، علىٰ سبيل المثال: فقد ذكر في الصفحة: (206) في الهامش رقم: (3) أنّ القراءة الصحيحة لكلمة: (قوته) في عبارة: (في قوته وماله)، هي: (قُوتِه) لئلّا يقع خلط وتقرأ بالخطأ (قوّته).
فضلاً عن كلّ ذلك؛ نرىٰ المصحّح في بعض الأحيان يشير إلىٰ بعض الزلّات والإشكالات الموجودة في ترجمة الجرجاني كذلك، كالترجمة اللفظية أو الخاطئة42
) علىٰ سبيل المثال: انظر الصفحات: (195و205و254) من هذا التصحيح.
) للحصول علىٰ مقارنة مختصرة في الهيكلية والمحتوىٰ بين كتابي أخلاق ناصرى وطهارة الأعراق، انظر: (أخلاق ناصرى خواجه نصير وتهذيب الأخلاق مشكويه رازي)، أبو القاسم إمامى، مجلّة آينه ميراث، العددان: 3 و4، 1377 ش، الصفحات: 32ـ36. وقد طبعت هذه المقالة مرّة أخرىٰ مع شيء من التغييرات وحذف بعض المطالب، تحت عنوان: (قالب ومحتوىٰ در أخلاق ناصرى وطهارة الاعراق مسكويه). انظر: خواجه پژوهى: 515 ـ 522.
(أخلاق ناصرى) التي لها علاقة بالمواضيع الموجودة في تهذيب الأخلاق أن يرجعها ويحيلها إلىٰ هذا الكتاب. فضلاً عن ذلك؛ فقد اهتمّ المصحّح اهتماماً خاصّاً بتاريخ لسانيّات اللغة العربية المرتبطة بهذه النسخة، وأخذ بنظر الاعتبار هذه المميّزات اللغوية للنسخة الخطّية وجعلها أساساً لتصحيحه. هذا وقد أشار إلىٰ العديد من المميّزات اللغوية والإملائية للنسخة في مقدّمة كتابه وفي بعض تعليقاته؛ علماً بأنّ هذا الأمر قلّما يُلتفت إليه في تصحيح النصوص. وقد كتب لَمير مقدّمة مبسوطة قيّمة جدّاً في تعريف الكتاب وطريقة تصحيحه مدعاة للقراءة، وقد قمنا بترجمتها في عمل منفصل44
) برگردان عربى أخلاق ناصرى: 743ـ806.
ومن خلال تقييم كلّي يبدو أنّ تحقيق وتصحيح الأخلاق النصيرية قد تمّ بدقّة متناهية وإمعان جدير بالثناء، فقد استطاع السيّد يُب لَمير ـ إلىٰ حدّ ما ـ أن يقدّم تحقيقاً وتصحيحاً ممتازاً وقويماً لهذا النصّ القديم. وكذلك السيّد يانسِنس أيضاً يعتقد ـ في تقييمه لهذا التصحيح ـ أنّ النصّ الذي أعدّه السيّد لَمير يُعتبر ـ علىٰ كلّ ما فيه ـ تصحيحاً قيّماً جدّاً45
» (all in all, Lameer’s edition proves very valuable.« janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, p. 210.
1) ص 190، س 6: رفع النطام ← النظام.
2) ص 195، س 2: ما يتّقف عُروضُه ← يتّفق.
3) ص 197، س 10: قدر صالحيته ← صلاحيّته.
4) ص 200، س 2: من غير ميل إلي إفراط أو تفريط حدث فيها فضيلة ← الإفراط / التفريط / منها.
5) ص 200، س 6: فيما يتعلّق بالعمل كما ينبغي في الكمّ والكيف ← بالعمل هو أن تصدر آثارها كما ينبغي.
6) ص 200، س 12: تفسها ← نفسها.
7) ص 204، س 4: السكون ← والسكون.
8) ص 204، س 7: مطاوعة للنفس ← مطواعة.
9) ص 204، س 14: والحياء ← [و] الحياء.
10) ص 205، س 3: لا عن عجز ← العجز.
11) ص 205، س 13: الوحوه المذمومة ← الوجوه.
12) ص 207، س 12: فإن لم يوافق ← و إن.
وكذلك أشارت السيّدة سوفيا واسالو في دراستها الانتقادية علىٰ التصحيح الذي نحن في صدده إلىٰ إشكلات منها الأمور التالية:
ص 95، س 8: تذكيتها ← تزكيتها.
ص 210، س 11: الأشحاص ← الأشخاص.
ص 319، س 5: انقتاع ← انقطاع46
( Vasalou, Sophia, “Journal of the American Oriental Society”, vol. 138, no. 1, 2018, p. 210.
وكذلك السيّد جول يانسِنس ـ في مقالته التي تناول فيها تصحيح السيّد لَمير ـ ذكر بعض الملاحظات والإصلاحات الجزئية، وقال بأنّها قليلة في كلّ الكتاب علىٰ حدّ تعبيره؛ وإنّ أحد الإشكالات التي طُرحت من قبل السيّد يانسِنس هو أنّ السيّد لَمير لم يتّخذ في تصحيحه للكتاب طريقة ذات نسق واحد في مراعاته خصوصيّات اللغة العربية المتداولة في العصور الوسطىٰ الهجرية والموجودة في النسخة المتبقّية من كتاب الأخلاق النصيرية ولم يعكس هذه الخصوصيّات بنسق واحد في جميع أنحاء الكتاب، حيث قال: إنّ لَمير ترك هذه الخصوصيّات في بعض الحالات في تصحيحه كما هي، ولم يقُم بتغييرها، في حين أنّه قام في حالات أخرىٰ بتغييرها وإصلاحها وفقاً لمعايير اللغة العربية؛ فهو يعتقد أنّ عدم وجود الترتيب والتناسق هذا في الاعتناء بالخصوصيّات اللغوية والكتابة الرائجة للّغة العربية في العصور الوسطىٰ الهجرية لا يضرّ بعرضه لأصل ترجمة الجرجاني وبمضمون الكتاب، وإنّ انعكاس تلك الخصوصيّات إنّما يحظىٰ بأهمّية من حيث التخصّص اللغوي التاريخي فقط47
( janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, p. 210.
الترجمة العربية المعاصرة لكتاب (أخلاق ناصرى):
أشرنا آنفاً إلىٰ أنّ كتاب: (أخلاق ناصرى) له ترجمة أخرىٰ غير الترجمة القديمة التي أعدّها الجرجاني باللغة العربية، فهناك ترجمة معاصرة تمّت من قبل أحد المحقّقين اللبنانيّين باسم محمّد صادق فضل الله، ويبدو أنّ فضل الله لا علم له بترجمة الجرجاني العربية؛ لأنّه لم يشِر إليها في مقدّمة ترجمته، بل صرّح بعدم وجود ترجمة عربية لكتاب: (أخلاق ناصرى) منذ تأليفه وحتّىٰ يومنا هذا بالرغم من أهمّيته48
) «ورغم تغلغل البُنىٰ الأساسیّة لكتاب (أخلاق ناصرى) في النتاج الأخلاقي العربي والإسلامي، وفي السلوكیّات، منذ تألیفه وحتّیٰ الیوم، فإنّه لم یُنقل إلىٰ اللغة العربیة». أخلاق ناصرى: 5ـ6.
وقد تمّت ترجمة فضل الله لكتاب: (أخلاق ناصرى) بناء علىٰ طبعة (انتشارات علمية إسلامية)49
) نفس المصدر: 75.
) نفس المصدر: 7.
) نفس المصدر: 5.
جاء في كتاب: (أخلاق ناصرى) طبعة (انتشارات علمية إسلامية: ص2) هذه الجملة: «چون به نهايت ترتيب رسيّد»، وقد ترجمها فضل الله كالتالي: «فلمّا وصل إلىٰ نهاية الترتيب» (ترجمة فضل الله: ص79). في حين تمّ الضبط الصحيح لهذه الجملة في تحرير مجتبىٰ مينوي وعليرضا حيدري بالنحو التالي: «چون به نهايت تربيت رسيّد» (تحرير مجتبىٰ مينوي وعليرضا حيدري: ص33). فمن الواضح أنّ الضبط الخاطئ لكلمة: (تربيت) في طبعة انتشارات علمية إسلامية بشكل: (ترتيب) أدّىٰ إلىٰ تسلّل نفس الخطأ إلىٰ ترجمة فضلالله.
وكذلك عبارة: «مصونيت انسان را كه مبدأ وجود صورت نوعيه اوست» في (طبعة انتشارات علمية إسلامية: ص2)، فقد ترجمها فضل الله كما يلي: «مصونية الإنسان التي هي مبدأ وجودِ صورته النوعية» (ترجمة فضل الله: ص79)؛ في حين أنّ الضبط الصحيح لهذه العبارة في تحرير مجتبىٰ مينوي وعليرضا حيدري جاء كالتالي: «معنويت انسان را كه مبدأ وجود صورت نوعيت اوست» (تحرير مجتبىٰ مينوي وعليرضا حيدري: ص33).
الأمر المهمّ الآخر هو في بيان وأسلوب ترجمة فضل الله لكتاب: (أخلاق ناصرى)؛ حيث أنّ البيان العربي الذي اختاره في ترجمة النصّ الفارسي إلىٰ العربية جاء بطريقة وسياق البيان العربي الكلاسيكي القديم وليس بالأسلوب العربي المعاصر الحديث، فقد سعىٰ فضل الله أن يترجم النصّ الفارسي من الكتاب بأسلوب البيان العربي المتداول في عصر الخواجة نصير والمعاصر لزمن تأليف أصل ا لنصّ الفارسي لكتاب: (أخلاق ناصرى).
وبالرغم من كلّ ذلك فإنّ حاصل عمله في هذه الترجمة ـ بغضّ النظر عن مدىٰ دقّة ترجمته وصحّتها ـ يمكن أن يقال أنّها ترجمة سلسة البيان وبسيطة نسبيّاً.
وقبل أن يبدأ فضل الله بترجمة نصّ كتاب: (أخلاق ناصرى) أشار ضمن فصلين إلىٰ بعض الأبحاث التاريخية ذات الصلة بعصر الخواجة نصير الدين الطوسي، وإلىٰ العوامل التي ساهمت في التمهيد إلىٰ تأليف الكتاب. وقد تطرّق بشكل مختصر في الفصل الأوّل من الكتاب والذي جاء بعنوان: «القسم الأوّل: في المُضطَرَب التاريخي العامّ: التفافات حول عصر الطوسي»، إلىٰ أهمّ الأحداث التي عصفت بعصر الخواجة نصير وهي هجوم المغول وسقوط الخلافة العبّاسية والوقائع السياسية والاجتماعية آنذاك (ترجمة فضل الله: ص8ـ18)، ثمّ ذكر طرفاً من حياة الخواجة نصير وحياته العلمية في نيشابور وطوس والفترة التي ركن بها إلىٰ الإسماعيلية (ص19ـ25)، هذا وقد تطرّق فضل الله أيضاً إلىٰ بعض آراء عبد الأمير الأعسم في كتاب: (الفيلسوف نصير الدين الطوسي) في شأن اتّكالية الخواجة علىٰ الإسماعيليّين وخدمته لهم، واعتبر تعاونه معهم تقيّة كالكثير من المحقّقين (ص29). وأشار بعد ذلك إلىٰ العلاقة التي كانت بين الخواجة نصير مع المغول وخاصّة هولاكو خان، ودور الخواجة في هدايتهم بما يوافق مصالح الأمّة الإسلامية آنذاك (ص34ـ37)، واستغلّ المترجم مناسبة الموضوع فذكر واقعة سقوط بغداد علىٰ أيدي المغول، وتطرّق من خلاله إلىٰ نقد من اتّهم الخواجة بأنّه كان له دور في سقوط بغداد وقتل الخليفة العبّاسي من أمثال ابن القيّم الجوزيّة (ص38ـ45). ومن ثمّ ذكر المترجم النشاطات والخدمات التي قدّمها الخواجة مثل بناء المرصد الفلكي ومكتبة مراغة واستدعائه علماء مختلف البلاد ليتواجدوا بها (ص46ـ48)، وأنّ اعتناق بعض حكّام المغول الإسلامَ إنّما جاء إثر مساعي الخواجة نصير (ص49)، وكذلك مختلف الجوانب العلمية للخواجة الطوسي، ودوره في دعم الفلسفة الإسلامية ونقده الفلسفة اليونانية، وتأسيسه الفلسفة الكلامية وتأليفه كتاب تجريد الاعتقاد، والموروث العلمي الذي خلّفة الخواجة في مجال علم النجوم والرياضيّات أيضاً هي من الأمور الأخرىٰ التي أشار إليها فضل الله في هذا الفصل الذي قدّمه للكتاب (ص50ـ57).
وفي الفصل الثاني من مقدّمة الكتاب الذي جاء تحت عنوان: (مدخل علمي مقارن)، تصدّىٰ به المترجم لبيان بعض الأمور في شأن كتاب: (أخلاق ناصرى)؛ ومن بين أهمّ تلك الأمور التي ذكرها هي:
1) خلافاً لما قاله عبد الأمير الأعسم حيث ادّعىٰ أنّ الخواجة قد قام بتغييرات فيما بعد في أصل الكتاب وليس فقط في المقدّمة، في حين أنّ فضل الله يعتقد أنّ الخواجة نصير الدين لم يجرِ في أصل الكتاب الذي ألّفه في زمن تواجده عند الإسماعيلية أيّ تعديلات وتغييرات بعد ذلك، وإنّما أجرىٰ فيما بعد تغييرات علىٰ المقدّمة التي كتبها آنذاك فقط؛ وذلك لأنّه كان في حينها مرغماً علىٰ مدح الحكّام الإسماعيليّين والإطراء عليهم في مقدّمته الأولىٰ وفقاً لطريقة الإسماعيلية في مدح حكّامهم، وكان ذلك تقيّة منه، ومن ثمّ أبدلها بمقدّمة أخرىٰ عندما تركهم (ص58ـ60)52
) خلافاً لفضل الله يعتقد المرحوم الأستاذ جلال الدين همائي الذي قابل نسخ (أخلاق ناصرى) القديمة مع النسخ التي تلتها فيما بعد، أنّ التغييرات التي طرأت علىٰ متن (أخلاق ناصرى) من قبل الخواجة بعد زوال الإسماعيليّين وتقرّبه إلىٰ بلاط هولاكو لم تقتصر علىٰ تغيير المقدّمة بل أحدث تغييرات وتعديلات علىٰ نصّ الكتاب أيضاً. وقد جاءت عبارته ما معرّبها كالتالي: «تبيّن لنا بعد مطالعة النسخ القديمة أنّ الخواجة لم يقتصر بتعديلاته علىٰ المقدّمة فحسب، بل طالت تعديلاته إلىٰ مواضع أخرىٰ من الكتاب، فكلّ موضع من الكتاب كانت فيه إشارة أو يستشفّ منه ميوله إلىٰ الإسماعيليّين تمّ حذفه من قبل الخواجة أو إبداله بعبارة أخرىٰ، وقد عرضت تلك التغيرات جميعها في النسخة التي قمت بتصحيحها والتي وضّحت فيها مشكلاتها». مقدّمه قدیم أخلاق ناصرى: 21. وللاطّلاع علىٰ بعض الأمارات التي تشير إلىٰ تأثّر الخواجة بآراء الإسماعيليّين في كتاب أخلاق ناصري، انظر:
Madelung, Wilferd, “Naṣīr ad-Dīn Ṭūsī’s ethics between philosophy, Shiʻism, and Sufism”, in: Ethics in Islam, ed. R. G. Hovannisian. Malibu, CA. Undena Publications, 1985, pp. 85-101. Reprint in: Madelung, Wilferd, Studies in Medieval Muslim Thought and History (2013), Pt. XII p. 85-101.
وهناك ترجمتان بالفارسية لهذه المقالة:
1) «جایگاه آثار أخلاقى طوسى در فلسفه تشیع وتصوف»، ویلفرد مادلونگ، ترجمة: پروانه عروج نیا، مجلّة معارف، العدد: 48، 1378ه، الصفحات: 85ـ102.
2) «أخلاق ناصرى ونسبت آن با فلسفه تشیع وتصوف»، ویلفرد مادلونگ، ترجمة: پرویز سلمانى، مجلّة فرهنگ، العددان: 61ـ62، 1386ه، الصفحات: 351ـ376.
Madelung, Wilferd, “Naṣīr ad-Dīn Ṭūsī’s ethics between philosophy, Shiʻism, and Sufism”, in: Ethics in Islam, ed. R. G. Hovannisian. Malibu, CA. Undena Publications, 1985, pp. 85-101. Reprint in: Madelung, Wilferd, Studies in Medieval Muslim Thought and History (2013), Pt. XII p. 85-101.
وهناك ترجمتان بالفارسية لهذه المقالة:
1) «جایگاه آثار أخلاقى طوسى در فلسفه تشیع وتصوف»، ویلفرد مادلونگ، ترجمة: پروانه عروج نیا، مجلّة معارف، العدد: 48، 1378ه، الصفحات: 85ـ102.
2) «أخلاق ناصرى ونسبت آن با فلسفه تشیع وتصوف»، ویلفرد مادلونگ، ترجمة: پرویز سلمانى، مجلّة فرهنگ، العددان: 61ـ62، 1386ه، الصفحات: 351ـ376.
2) أشار فضل الله إلىٰ أنّ الخواجة نصير الدين في كتابه: (أخلاق ناصرى) لم يقم بترجمة تهذيب الأخلاق لأبي علي مِسكوَيه أو تلخيصه بالفارسية فحسب، بل فضلاً عن الترجمة الفارسية للكتاب ذكر فصلين جديدين في باب: (الحكمة المدنية وتدبير المنزل)، حيث ناقش فيهما أبحاثاً أخلاقية جديدة لم يتطرّق لها أحد من فلاسفة الأخلاق من قبل (ص61ـ63).
3) ذكر فضل الله في مقدّمته أنّ المصدر الأساسي الذي اعتمده الخواجة في تأليف كتاب: (أخلاق ناصرى) هو (تهذيب الأخلاق) لابن مسكويه، ومع ذلك فإنّ الخواجة أجرىٰ تعديلات جديرة بالاهتمام علىٰ كتاب: (تهذيب الأخلاق) وأضاف إليه أموراً؛ فتارة نراه قد أطنب في بيان بعض المطالب؛ وتارة أخرىٰ نراه قد قام بتلخيص البعض الآخر؛ وتطرّق في بعض المواضع إلىٰ نقد آراء ابن مسكويه؛ وأضاف أيضاً في حالات أخرىٰ إلىٰ النصّ آية أو رواية أو حكاية؛ وفضلاً عن ذلك فقد أضاف الخواجة قسماً من الأبحاث والمواضيع الجديدة إلىٰ كتابه؛ والأهمّ من ذلك نرىٰ الخواجة في بعض المواضع قد قام بالتدقيق في الاصطلاحات والتعاريف التي استفادها ابن مسكويه (ص61ـ65).
4) أضاف فضل الله: إنّ الخواجة قد استفاد في كتابه من تأليفات الفارابي وابن سينا في تأليف الفصلين المرتبطين بالحكمة المدنية وتدبير المنزل (ص66).
5) وذكر فضل الله أنّ الخواجة نصير الدين قد استفاد في تأليف كتابه: (أخلاق ناصرى) من التراث الفلسفي اليوناني كسائر سلفه من الفلاسفة الإسلاميّين (ص67ـ72).
6) يعتبر كتاب: (أخلاق ناصرى) من حيث استيعابه للأبحاث أكثر شمولية من كتب من سبقه من الفلاسفة المسلمين الذين ألّفوا في مجال الأخلاق.
وقد ترجم فضل الله أيضاً الفصل المثير للجدل المرتبط بآداب الشراب في أخلاق ناصرى الذي جاء تحت عنوان: (آداب الشراب) (ص294ـ295)؛ ونوّه في تبرير تأليف الخواجة لهذا الفصل مصرّحاً أنّ تناول هذا البحث من قبل الخواجة ليس بمعنىٰ حلّيّة شرب الخمر من وجهة نظره، وإنّما ذكر هذا الفصل تبعاً وانسجاماً مع سائر الكتب المتداولة آنذاك التي تناولت الآداب والسنن الاجتماعية53
) «لا يسمح لنا هكذا وببساطة أن نحكم علىٰ الطوسي بأنّه قد حلّل شرب الخمر. فلقد اتّبع في كتابه أسلوب التأليف الذي كان سائداً فی عصره عن الآدابيّات والسلوكيّات الأخلاقية، إذ من المعروف أنّه قد كثرت التأليف في الآدابيات والسلوكيات الاجتماعية، في أيّام الدولة العبّاسية تقليداً لآداب الفرس وما یسمّی (بالآیینات) مفردها (آیین)، وهي نوع من التألیف یعني بتبيان الأصول والمراسم الواجبة فی كلّ من هذه الفنون ولعلّ ما يؤكّد هذا أيضاً قصّة المرجع الديني (الحبّوبي) المشهورة، حيث كان له من الشعر الخمري أعذبه وأرقاه». أخلاق ناصرى، ترجمة الدكتور فضل الله: 30.
) نفس المصدر: 61.
مقارنة مختصرة بين الترجمتين العربية القديمة والمعاصرة لكتاب: (أخلاق ناصرى):
إنّ الحكم الدقيق علىٰ الترجمتين العربية القديمة والمعاصرة التي قام بها كلّ من الجرجاني وفضل الله والمقارنة بينهما ـ من حيث المتانة والدقّة ومدىٰ مراعاتهما للأمانة في ترجمة النصّ الأصلي للكتاب ـ هو أمر إن لم يكن محالاً فهو علىٰ أقلّ التقديرات في غاية الصعوبة، ففي الحقيقة أنّ هذه المقارنة يمكن لها أن تكون أكثر موضوعية فيما لو كان مرجع كلا المترجمَين في ترجمتهما هو نصّ واحد متشابه من جميع النواحي، أي: بمعنىٰ أنّ كلا المترجمَين لديهما نصّ واحد بعينه. وبالرغم من علمنا بأنّ فضل الله قد استفاد في ترجمته من الطبعة الإسلامية لكتاب: (أخلاق ناصرى)، ولكن لا علم لنا بنسخة أخلاق ناصرى ونصّها الذي استعان به الجرجاني في ترجمته. وكما ذكر الدكتور لَمير (ما معرّبه):
«هناك سؤال يطرح نفسه وهو: هل أنّ الترجمة العربية للجرجاني من كتاب: (أخلاق ناصرى) كانت تمتاز بالأمانة في ترجمتها للنصّ الفارسي عندما كان ذلك النصّ نصب عين المترجم من هذا الكتاب أم لا؟
إنّ من الواضح أنّ النسخة التي كانت في حوزة الجرجاني من النصّ الفارسي من هذا الكتاب هي غير النسخة التي قام بتحقيقها وتصحيحها مجتبىٰ مينوي وعليرضا حيدري. علماً بأنّ النصّ المصحَّح من قبل مينوي وحيدري إنّما هو تصحيح انتقادي من كتاب: (أخلاق ناصرى) بناء علىٰ مجموعات مختلفة من النسخ الخطّية من هذا الكتاب، فالنسخة التي كانت بحوزة الجرجاني ترجع فقط إلىٰ واحدة من هذه المجموعات»55
) Lameer, Joep, The Arabic Version of Ṭūsī's Nasirean Ethics, p. 18.
من الطبيعي عندما يختلف النصّ الأصلي الذي اعتمده الجرجاني في ترجمته والنصّ الذي اعتمده فضل الله في ترجمته فإنّ نتيجة عملهم أيضاً تختلف باختلاف النسخ الموجودة لديهما، وحينها يصعب الحكم بينهما بنحو دقيق وجامع في ما يخصّ كيفية ترجمتهما. مع ذلك فإنّ السيّد لَمير الذي قابل ترجمة الجرجاني بأسرها مع النصّ الفارسي لكتاب: (أخلاق ناصرى) ـ الذي قام بتحقيقه وتصحيحه مجتبىٰ مينوي وعليرضا حيدري ـ يعتقد أنّ الجرجاني قدّم ترجمة جيّدة لهذا الكتاب، بالرغم من أنّه قد يبدو قد ارتكب في بعض المواضع من ترجمته أخطاء وإن كانت ليست بالكثيرة، وفي موارد أخرىٰ نرىٰ تلكّؤاً واضحاً في ترجمته. ويعتقد لَمير أنّ هذه الأخطاء غالباً ما تحدث بسبب كون ترجمة الجرجاني في تلك المواضع ترجمة حرفية ولم يحاول في ترجمة هذه العبارات أن يخرج عن إطار الكلمات الموجودة أمامه إلىٰ تعبير ومؤدّىٰ أفضل منها56
) ibid, p. 14.
إنّ العبارة في الأصل الفارسي من الكتاب هي: «وببايد دانست كه وسط را به دو معنى اعتبار كنند يكى آنچه في نفسه وسط بود ميان دو چيز مانند چهار كه وسط بود ميان دو وشش وانحراف آن از وساطت محال باشد»57
) أخلاق ناصرى: 118، الأسطر: 14ـ16.
وقد ترجمها الجرجاني كالتالي: «وينبغي أن يعرف أنّ الوسط يقال بمعنيين أحدهما أن يكون شيء في نفسه وسطاً بين شيئين ويستحيل انحرافه عن الوساطة كالأربعة الواقعة بين الستّتين»58
( Lameer, Joep, The Arabic Version of Ṭūsī's Nasirean Ethics, p. 210.
فقد ترجم الجرجاني عبارة: «چهار كه وسط بود ميان دو وشش» بقوله: «كالأربعة الواقعة بين الستّتين» في حين أنّ الترجمة الصحيحة للعبارة هي: (كالأربعة الواقعة بين الاثنين والستّة)، ويحتمل لَمير أنّ النسخة التي كانت في متناول الجرجاني من كتاب: (أخلاق ناصرى) جاءت بها عبارة: «دو شش» بحذف واو العطف بالخطأ عوضاً عن عبارة «دو وشش»، فحينها ترجمها الجرجاني ترجمة حرفية إلىٰ (الستّتين)، ففي هذه الحالة وإن لم يمكننا تأنيب الجرجاني علىٰ ترجمته للنصّ الخاطئ الموجود أمامه، ولكن يبقىٰ هناك سؤال وهو: ترىٰ أما كان علىٰ الجرجاني أن ينتبه إلىٰ الأخطاء الموجودة في النصّ ويفهمها من خلال السياق59
) ibid, p. 17 - 18.
وبالرغم من وجود المانع المذكور ـ أي: عدم وجود نصّ واحد من كتاب: (أخلاق ناصرى) اعتمده كلا المترجمَين في ترجمته ـ إلّا أنّه يمكننا أن نقارن باختصار بين الترجمة العربية القديمة للجرجاني وبين الترجمة العربية المعاصرة لفضل الله، وأن نحكم ـ بشكل كلّي ـ علىٰ ترجمتيهما، حيث سوف يتبيّن لنا من خلال هذه المقارنة مدىٰ البون الشاسع بين الترجمتين من عدّة جهات، ودراسة مختلف هذه الأبعاد يحتاج إلىٰ تحقيق مستقلّ في هذا الخصوص؛ ولكن يمكننا أن نقول في هذه العجالة بنحو كلّي أنّ ترجمة الجرجاني لكتاب: (أخلاق ناصرى) أفضل بكثير من ترجمة فضل الله، حيث امتازت بالدّقّة وبطابع أدبي.
وسوف نسعرض في الجدول التالي نماذج من عبارات الترجمة العربية القديمة للجرجاني وترجمة فضل الله المعاصرة من كتاب: (أخلاق ناصرى)، ونجعلهما في قبال بعضهما البعض الآخر نصب أعين القرّاء الكرام ليبادروا هم إلىٰ مقابلتهما، ونترك الحكم لهم في شأن طريقة ترجمة كلٍّ من المترجمَين. وبما أنّ فضل الله اعتمد في ترجمته لكتاب: (أخلاق ناصرى) علىٰ طبعة (انتشارات الإسلامية) فكذلك هنا في الجدول أدناه سوف ندرج النصّ الفارسي للمقتطفات التي قمنا بمقابلتها من كتاب: (أخلاق ناصرى) اعتماداً علىٰ نفس هذه الطبعة .
متن اخلاق ناصری | ترجمة فضل الله | ترجمة الجرجاني |
(ص11): بحكم اين مقدمه كه در اقسام علوم حكمت تقديم يافت معلوم شد كه حكمت عملى منشعب بسه شعبه است: اول حكمت خلقى دوم حكمت منزلى سوم حكمت مدنى پس واجب نمود وضع اساس اين رساله كه مشتمل بر اقسام حكمت عملى است بر سه مقاله وهر مقاله مشتمل بر قسمى از اين اقسام ولا محاله هر قسمى مشتمل بود بر چند فصل بحسب علوم ومسائل آن بر نمطى كه در آن مقاله افتد وبغير از اين فهرس فصول ايراد كنيم ودر مطلوب خوض نمائيم وتفصيل اينست فهرست كتاب وآن مشتمل بر سه مقاله وسى فصل است. | (ص92): عُلِمَ بحكم هذه المقدّمة التي تقدَّمت في أقسام علوم الحكمة أنّ الحكمة العملية تنقسم إلىٰ أقسام ثلاثة: الأوّل، الحكمة الخُلقية. الثاني، الحكمة المنزلية. الثالث، الحكمة المدنية. فمن الواجب إذاً وضع أساس هذه الرسالة التي تشتمل علىٰ أقسام الحكمة العملية في ثلاث مقالات، وتشتمل كلُّ مقالةٍ علىٰ قسمٍ من هذه الأقسام. ويشتمل كلُّ قسمٍ لا محالةَ علىٰ عِدَّةِ فصول بحسب علومه ومسائله، علىٰ النمط الذي يقع في تلك المقالة. وبالإضافة إلىٰ هذا الفهرست نورد فصولاً، ونبحث في المطلوب، وتفصيل ذلكَ هو فهرست الكتاب. وهو مشتمل علىٰ ثلاث مقالات وثلاثين فصلاً | (ص85): لمّا كانت الحكمة العمليّة منقسمة ثلاثةَ أقسام كما عرفتَ لا جَرَمَ كان أساس الكتاب أيضاً علىٰ ثلاث مقالات بحسبها، كلّ مقالة تشتمل علىٰ فصول تقتضيها تلك المقالة. |
(ص6): چون مطلوب در اين كتاب جزويست از اجزاى حكمت، تقديم شرح معنىٰ حكمت وتقسيم آن به اقسامش از لوازم باشد، تا مفهوم ازانچه بحث مقصور برانست معلوم گردد. پس گوئيم حكمت در عرف اهل معرفت عبارت بُوَد از دانستن چيزها چنانكه باشد، وقيامنمودن به كارها چنانكه بايد، به قدر استطاعت، تا نفس انسانى بهكمالى كه متوجّه آنست برسد، وچون چنين بُوَد حكمت منقسم شود بهدو قسم: يكى علم وديگر عمل. علم، تصوّر حقايق موجودات بود وتصديق بهاحكام ولواحق آن چنانكه فى نفس الامر باشد بقدر قوّت انسانى، وعمل ممارست حركات ومزاولت صناعات از جهت اخراج آنچه در حيّز قوّت باشد بهحدّ فعل، بهشرط آنكه مؤدّى بود از نقصان بهكمال بر حسب طاقت بشرى. | (ص86): فصل في ذكر المقدّمة التي يجب تقديمها علىٰ الخوض في المطلوب؛ لأنّ المطلوبَ في هذا الكتاب هو جزءٌ من أجزاءِ الحكمة، فمن اللازم شرحُ معنىٰ الحكمة وتقسيمها إلىٰ عدة أَقسام، حتىٰ يتَّضِحَ المفهوم ممّا يدور عليه البحث المقصود. وبناءً علىٰ هذا نقول: إنَّ الحكمة في عرفِ أهلِ المعرفة هي عبارةٌ من العلم بالأشياء كما تكون، والقيام بالأعمال كما ينبغي بقدر الاستطاعة، لتصل النفسُ الإنسانيةُ إلىٰ الكمال الذي تتوجَّه إليه. ولأنّ ذلك كذلك تنقسم الحكمة إلىٰ قسمين: الأوّل: العلم. والثاني: العمل. والعلمُ هو تصوّرُ حقائقِ الموجودات والتصديقُ بأحكامها ولواحقها بقدر القوَّة القوّة الإنسانية كما هو الأمر في النفس. والعمل، هو ممارسةُ الحركات ومزاولةُ الصِّناعات من جهة إخراج ما يكون في حيِّزِ القوة إلىٰ حدِّ الفعل، بشرط أن يؤدّي من النقصان إلىٰ الكمال، بقدرِ الطاقةِ البشرية. | (ص78): مقدّمة: لمّا كان المطلوب في هذا الكتاب جزءًا من أجزاء الحكمة، وجب شرح معنىٰ الحكمة وقِسمتها إلىٰ أقسامها فنقول: الحكمة في عُرف أهل المعرفة معرفة الأشياء كما ينبغي علىٰ قدر الإمكان ليصل النفسُ الإنسانيّة إلىٰ كمالات يمكن حصولها لها. فالحكمة علىٰ قسمين، علم وعمل. فالعلم تصوّر حقائق الموجودات والتصديق بأحكامها ولواحقها كما هي في نفس الأمر بقدر القوّة الإنسانيّة، والعمل ممارسةُ الحركات ومزاولةُ الصناعات في إخراج ما في حيّز القوّة إلىٰ حدّ الفعل، بشرط أن يؤدّي من النُقصان إلىٰ الكمال بحسب طاقة البشر. |
(ص24ـ25): اجسام طبيعى از آنروى كه جسمند با يكديگر متساويند در رتبت ويكى را بر ديگرى شرفى وفضيلتى نيست چه يك حد معنوى همه را شامل است ويك صورت جنسى هيولى اولى جمله را مقوم واختلاف اول كه در ايشان ظاهر ميشود تا ايشان را متنوع مىكند بانواع عناصر وغير آن مقتضى تباينى كه موجب شرف بعضى بود بر بعضى نيست بلكه هنوز در معرض تكافى در رتبت وتساوى در قوتند وچون ميان عناصر امتزاج واختلاط پديد مىآيد وبقدر قرب مركّب باعتدال حقيقى كه آن وحدت معنويست اثر مبادى وصور شريفه قبول ميكند ترتب وتباين در ايشان ظاهر ميشود پس آنچه از جمادات ماده او قبول صور را مطاوعتر است از جهة اعتدال مزاج شريفتر است از ديگران وآن شرف را مراتب بسيار ومدارج بيشمار است تا بحدى رسد كه مركب را قوت قبول نفس نباتى حاصل آيد پس بدان نفس مشرف شود ودر او چند خاصيت بزرك چون اغتذا ونمو وجذب ملايم ونقض غيرملايم ظاهر شود. | (ص92): إن الأجسام الطبيعية متساوية مع بعضها البعض في الرتبة، من جهة الجسمية. فلا شرف ولا فضيلة للواحد علىٰ الآخر. إذ يشمل الجميعَ حدٌ معنوي واحد وصورة جنسية هيولية واحدة مقوِّمة للجملة. ويكون الاختلاف الأوّل الذي يظهر في هذه الأجسام عندما تتنوّع بأنواع العناصر وغيرها ممّا يقتضي التباين، ولا يكون موجباً لشرف البعض علىٰ البعض الآخر. بل يكون دائماً في معرض التكافؤ في الرتبة، والتساوي في القوىٰ. وعندما يتّضح الاختلاط والامتزاج بين العناصر، وعندما يقرب المركّب من الاعتدال الحقيقي، حيث ذلك هو الوحدة المعنوية، فإنه يقبل أثرَ المبادىء والصور الشريفة ويظهر فيها التباين والترتيب. وعليه فما كانت مادته في الجمادات أطوع في قبول الصور، فهو أشرف بسبب إعتدال المزاج. ويكون ذلك الشرف بلا عدٍ في المدارج والمراتب الكثيرة، حتىٰ يصل إلىٰ الحد الذي يحصل فيه المركب علىٰ قوة قبول النفس النباتية. حيث يشرُف بتلك النفس وتظهر عنده عدَّةُ خصائص مهمّة، مثل الاغتذاء والنمو، وجذب الملائم، ورفض غير الملائم. | (ص113ـ114): اعلم أنّ الأجسام الطبيعيّة من حيث جسميّتها متساوية في الرتبة ولا شرف ولا فضيلة لبعضها علىٰ بعض لشمول حدٍّ مَعنَوِيٍ جميعَها وتقوُّمِها جميعاً بصورة واحدة جنسيّة هي الهَيُولَىٰ الأولىٰ. والاختلاف الأوّل الذي يظهر فيها وينوِّعها عناصرَ أربعةً وغيرَها لا يقتضي ثِناءً موجبًا لشَرَف بعضها علىٰ بعض، إذ هي بَعدُ متكافيةٌ في الرتبة ومتساوية في القوّة. وإذا ظهر بين العناصر اختلاط وامتزاج حصل للمركَّب علىٰ قدر قُربه من الاعتدال الحقيقيّ الذي هو الوحدة المعنويّة أثرُ المبادئ والصُور الشريفة. فكلّ ما كان من المركّبات أطوَع لقبول الصورة بسبب اعتدال المزاج كان أشرف من الباقية. ولذلك الشرف مراتب كثيرة ومدارج غير محصورة حتىٰ ينتهي المركَّبُ إلىٰ حدّ يقبل النفسَ النباتية ويتشرّف به وتظهر فيه بسببها خواصّ عظيمة، مثل الاغتذاءِ والنموّ وجذبِ المُلائم ونَفضِ غيرِ الملائم. |
المصادر
1ـ أحوال وآثار خواجه نصير الدين طوسي: محمّد تقي مدرّس الرضوي، انتشارات أساطير، طهران، الطبعة الثالثة، 1386ش.
2ـ أخلاق محتشمى: الخواجة نصير الدين الطوسي ، مع مقدّمة وتصحيح: محمّد تقي دانش پژوه، نشر: جامعة طهران، طهران، الطبعة الثالثة، 1377ش.
3ـ أخلاق ناصرى خواجه نصير وتهذيب الأخلاق مشكويه رازي: أبو القاسم إمامي، مقالة في مجلّة آينه ميراث، العدد: 3 و4، 1377ش.
4ـ أخلاق ناصرى ونسبت آن با فلسفه، تشيّع وتصوّف: ويلفرد مادلونگ، ترجمة: پرويز سلماني، مجلّة فرهنگ، العدد: 61ـ62، 1386ش.
5ـ اخلاق ناصرى: الخواجة نصير الدين الطوسي، ترجمه عن الفارسية ووضع الدراسات والتحليلات العلمية: الدكتور محمّد صادق فضل الله، دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1429ه/2008م.
6ـ اخلاق ناصرى: الخواجة نصير الدين الطوسي، تصحيح وتنقيح: مجتبىٰ مينُوي وعليرضا حيدري، انتشارات خوارزمي، طهران، الطبعة السادسة، 1387ش.
7ـ أعيان الشيعة: السيّد محسن الأمين، حقّقه وأخرجه: حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 1403 ﻫ.
8ـ الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية: مقداد بن عبد الله السُّيوري الحلّي، تحقيق: علي حاجيآبادي/عبّاس جلالي نيا، بنياد پژوهشهاى إسلامى آستان قدس رضوى، مشهد، 1378ش.
9ـ أوصاف الأشراف: الخواجة نصير الدين الطوسي، ترجمة: ركنالدين محمّد بن علي الجرجاني، مع مقدّمه وتصحيح: محمّد مدرّسي، مكتبة إسلامية، طهران، 1340 ش.
10ـ أوصاف الأشراف: تعريب: محمّد بن علي الجرجاني الحسيني الحلّي الغروي، تحقيق: محمّد سعيد الطريحي، مجلّة الموسم، العددان: 57ـ58، السنة 16، 1427 ه / 2005 م.
11ـ بررسي سبكشناختي توضيح الاخلاق: زهراء قرقي، وأصغر دادبه، مجلة كاوشنامه، العدد: 24، 1391ش.
12ـ برگردانِ عربى أخلاق ناصرى (الترجمة الفارسية لمقدّمة یُپ لَمیِر للنصّ المصحّح من الترجمة العربية لرُكن الدین الجرجاني من كتاب أخلاق ناصرى للخواجة نصیر الدین الطوسي): مقدّمة: يُب لَمير، ترجمة: حميد عطائي نظري، طبع: مرزبان أخلاق، باهتمام: محمّد اسفندياري، پژوهشگاه علوم وفرهنگ إسلامى، إصفهان، 1396ش.
13ـ تصحيح كتاب الأبحاث في تقويم الأحداث: حسن الأنصاري، مكتبة موزه ومركز أسناد مجلس شوراى إسلامى، جواد بشري، متون إيراني، طهران، 1397ش.
14ـ توضيح الأخلاق خليفه سلطان (تحريرى أز أخلاق ناصرى خواجه نصير الدين طوسى): آسية كازروني، مجلّة فرهنگ (ويژه خواجه نصير)، العدد: 61 و62، 1386 ش.
15ـ توضيح الأخلاق: ابنخاتون العاملي، شمسالدين محمّد، تحقيق وتصحيح: سيّد محمّد رضا رضاپور، بنياد پژوهشهاى اسلامى آستان قدس رضوى، مشهد، 1392 ش.
16ـ جايگاه آثار أخلاقى طوسى در فلسفه، تشيع وتصوف: ويلفرد مادلونگ، ترجمة: پروانه عروج نيا، مجلّة معارف، العدد: 48، 1378 ش.
17ـ چاپ عكسى كتاب (اشراق اللاهوت در شرح كتاب الياقوت) با مقدّمه حسن انصاري: باهتمام: جواد بشري.
18ـ الحكمة العملية عند نصير الدين الطوسي أو (آراؤه في السياسة والأخلاق وآداب النفس): علي محمّد مقلّد، أطروحة دكتوراه دولة، إشراف: فريد جبر، بيروت: جامعة القدّيس يوسف، كلّية الآداب والعلوم الإنسانية، 1981 م.
19ـ دائرةالمعارف بزرگ اسلامي: (مدخل: جُرجاني، ركن الدين محمّد بن علي): أعظم إسلاميت.
20ـ الذريعة إلىٰ تصانيف الشيعة: الشيخ آقا بزرك الطهراني، دار الأضواء، بيروت، 1403ه.
21ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء: ميرزا عبد الله أفندي الإصفهاني، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، قم، منشورات مكتبة آية الله العظمىٰ المرعشي النجفي، 1403 ھ.
22ـ طبقات أعلام الشيعة: الشيخ آقا بزرك الطهراني، دار إحياء التراث العربي، بيروت،1430 ﻫ.
23ـ فصول العقائد: الخواجة نصير الدين الطوسي، راجعه ونقّحه: شاكر العارف وحميد الخالصي، مطبعة المعارف، بغداد، الطبعة الثانية، 1380 ه / 1960 م.
24ـ فصول خواجه طوسي وترجمه تازي آن از ركن الدّين محمّد بن علي گرگاني استرابادي: باهتمام: محمّد تقي دانش پژوه، انتشارات جامعة طهران، 1335ش.
25ـ فهرستگان نسخههاى خطّى إيران (فنخا): مصطفىٰ درايتي، سازمان أسناد وكتابخانة ملّى جمهورى إسلامى إيران، طهران، 1391ش.
26ـ قالب ومحتوي در اخلاق ناصري وطهارة الاعراق مسكويه: أبو القاسم إمامي، طبع: خواجه پژوهى، باهتمام: عبد الله صلواتي، خانه كتاب، طهران، 1390 ش.
27ـ كتاب مستطاب اخلاق ناصرى: الخواجة نصير الدين الطوسي، انتشارات علميه إسلاميه، طهران، 1413ه.
28ـ كتابشناسى خواجه نصير الدين طوسى: السيّد إبراهيم أشكشيرين وحسن رحماني، طبع: دانشمند طوس، باهتمام: نصر الله پورجوادي، ژيوا وسل، مركز نشر دانشگاهى، طهران، 1379ش.
29ـ گزيده اخلاق ناصرى: صمد موحّد، كليد سعادت، انتشارات سخن، طهران، 1374ش.
30ـ مقدمه قديم اخلاق ناصرى: جلال الدين همائي، مجلّة دانشكده أدبيّات وعلوم إنساني دانشگاه طهران، السنة الثالثة، العدد: 3، 1335ش.
31ـ منتخب أخلاق ناصرى: جلال الدين همائي، إيران، طهران، 1320ش.
32- janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, januari-april 2017, pp. 209 – 212.
33- Madelung, Wilferd, “Naṣīr ad-Dīn Ṭūsī’s ethics between philosophy, Shiʻism, and Sufism”, in: Ethics in Islam, ed. R. G. Hovannisian. Malibu, CA. Undena Publications, 1985, pp. 85-101. Reprint in: Madelung, Wilferd, Studies in Medieval Muslim Thought and History (2013), Pt. XII p. 85-101.
34- Vasalou, Sophia, “Journal of the American Oriental Society”, vol. 138, no. 1, 2018, pp. 209–212.
35- Wickens, G.M. (trans.), The Nasirean Ethics. London: George Allen and Unwin, 1964.
- تمّت ترجمة المقالة الىٰ اللغة العربية من قبل هيئة التحرير.
- The Arabic Version of Ṭūsī’s Nasirean Ethics:With an Introduction and Explanatory Notes. by: Joep Lameer. Islamic Philosophy, Theology and Science. Texts and Studies, volume 96. Leiden | Boston: BRILL, 2015, PP. ix+550. $ 189, € 136.
- أخلاق ناصرى، ترجمه عن الفارسية و وضع الدراسات و التحليلات العلمية عليه: د. محمّد صادق فضلالله: 426.
- ) للاطّلاع علىٰ تاريخ تأليف كتاب أخلاق ناصري هناك العديد من المقالات والكتب باللغة الفارسية يمكن الإشارة إلىٰ بعضها هنا: مقالة: (مقدّمه قديم أخلاق ناصري)، جلال الدين همائي، مجلّة دانشكده أدبيات وعلوم إنساني دانشگاه طهران، العدد: 3، ص18؛ كتاب: (أخلاق ناصري): تصحيح وتنقيح: مجتبىٰ مينُوي وعليرضا حيدري؛ كتاب: (أحوال وآثار خواجه نصير الدين طوسي): 454.
- ) أخلاق محتشمي: 23.
- ) للاطّلاع علىٰ مميّزات مختلف الطبعات الحجرية والمنضّدة المتعدّدة من كتاب أخلاق ناصرى، انظر: كتابشناسى خواجه نصير الدين طوسى: 72ـ73.
- ) كتاب مستطاب أخلاق ناصرى، خواجة نصير الدين الطوسي، انتشارات علميه إسلاميه، طهران، 1413 ه.
- ) أخلاق ناصرى، تصحيح وتنقيح: مجتبي مينُوي وعليرضا حيدري، انتشارات خوارزمي، طهران، الطبعة السادسة، 1387ش.
- ) انظر: مقالة (مقدمه قديم أخلاق ناصرى) باللغة الفارسية، جلالالدين همائي، مجلّة دانشكده أدبيّات وعلوم إنساني، العدد: 3، ص22.
- ( ) Wickens, G.M. (trans.), The Nasirean Ethics. London: George Allen and Unwin, 1964.
- ) الحكمة العملية عند نصير الدين الطوسي أو (آراؤه في السياسة والأخلاق وآداب النفس)، علي محمّد مقلّد، أطروحة دكتوراه دولة؛ الفلسفة؛ إشراف: فريد جبر، بيروت: جامعة القديس يوسف، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1981 م، 437 صفحة .
- ) أخلاق ناصرى، ترجمة الدكتور محمد صادق فضل الله: ص 6 الهامش 1 والصفحات 73 ـ 74.
- ) «ومن ملاحظة ترجمة مقلّد لعمل ويكنز ومقارنته مع النصّ الأصلي للكتاب، فإنّه لابدّ من الإشارة إلىٰ ما يشوب هذا العمل من نقص مهمّ يتمثّل في عدم ترجمته للمقدّمة وللأبواب الثلاثة اللاحقة التي تدور حول السبب الباعث علىٰ تأليف الكتاب، والتمهيد، وإبتداء الخوض في المطلوب. ولو تجاوزنا هذا الأمر المهمّ فإنّ ما لا يمكن تجاوزه هو النقص الكبير الذي يتمثَّل في قصور فهم لكثير من المعاني تزخر به الترجمة الإنكليزية، بحيث إنَّ المقارنة الدقيقة تُثبت تفاوتاً كبيراً بين النصّين الفارسي والإنكليزي». نفس المصدر: 74.
- ) في حوار شخصي لراقم السطور مع الدكتور لَميِر، جاء نصّ عباراته كالتالي:
It is a very very beautiful and overall precise translation. It is very good from a literary point of view. Sometimes the translation is a bit literal to be on the safe side. In some philosophical matters he misses the point and I corrected him a few times. But overall a more beautiful translation is not likely to be produced ever! - ) توضيح الأخلاق: 71.
- ) لمَن يرغب بالمزيد في هذا الشأن فلينظر المقالات التالية بالفارسية:
الف) (بررسي سبك شناختي توضيح الأخلاق)، زهرا قرقي وأصغر دادبه؛ مجلّة: (كاوشنامه)، العدد: 24، 1391ش، الصفحات 167ـ188.
ب) توضيح الأخلاق خليفه سلطان (تحريرى از أخلاق ناصرى خواجه نصير الدين طوسى)، آسية كازروني، مجلّة فرهنگ (ويژه خواجه نصير)، العدد: 61 و62، 1386ش، الصفحات: 575ـ594. - ) انظر أنموذجاً: رياض العلماء وحياض الفضلاء؛ حيث قال الأفندي: «كتاب توضيح الأخلاق بالفارسية، وهو تلخيص كتاب الأخلاق الناصرية للخواجة نصير الدين بالفارسية أيضاً، وتغيير عباراته غير المأنوسة بالعبارات الشائعة المأنوسة». رياض العلماء وحياض الفضلاء 2/ 55.
- ) توضيح الأخلاق خليفه سلطان (تحريرى از أخلاق ناصرى خواجه نصير الدين طوسى)، مجلّة فرهنگ (ويژه خواجه نصير)، العدد: 61 و62، ص582.
- ) توضيح الأخلاق، ابنخاتون عاملي، شمس الدين محمّد ، تحقيق وتصحيح: سيّد محمّد رضا رضاپور، بنياد پژوهشهاي إسلامي آستان قدس رضوي، مشهد، 1392ش .
- ) أعيان الشيعة 8/311؛ طبقات أعلام الشيعة 16/1626.
- ) الذريعة إلىٰ تصانيف الشيعة 21/315.
- ) انظر: فهرستگان نسخه هاى خطّى إيران (فنخا) 6 / 983.
- ) أخلاق محتشمي: 11ـ16.
- ) منتخب أخلاق ناصرى، جلال الدين همائي، طبع إيران، طهران، 1320ش.
- ) كليد سعادت (گزيده أخلاق ناصرى)، صمد موحّد، انتشارات سخن، طهران، 1374ش.
- ) ذكر الفاضل المقداد السُّيُوري في مقدّمة شرحه علىٰ ترجمة الجرجاني لرسالة الفصول للخواجة نصير الدين الطوسي بأنّ الجرجاني جدّه: «... للمولىٰ المعظّم العلّامة السعيد والجدّ الحميد ركن الملّة والدين محمّد بن علي الجرجاني مَحتِداً، والأسترآبادي منشأً ومولداً». الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية: 46.
- ) قد تمّ نشرمصوّرة هذا الكتاب في: متون إیراني: 1095ـ1260، تحت عنوان: (إشراق اللاهوت در شرح كتاب الیاقوت) مع مقدّمة بالفارسية لحسن الأنصاري.
- ) انظر ما جاء في شأن هذا الكتاب في: (تصحيح كتاب الأبحاث في تقويم الأحداث) لحسن الأنصاري في:
http://ansari.kateban.com/post/1825. - ) ما معرّبه في المدخل: «... المقداد بن عبد الله السيوري من متكلّمي القرن التاسع الهجري له شرح علىٰ ترجمة الجرجاني [للفصول النصيرية] تحت عنوان: (الأنوار الحلالية في شرح العضول النصيرية) نسبة إلىٰ جلال الدين الحسيني الآوي». ولمّا كان كاتب المدخل في صدد تعريف الشرح الذي كتبه الفاضل المقداد علىٰ الترجمة العربية لفصول الخواجة نصير لم يلتفت حينها إلىٰ:
أوّلاً: أنّ عنوان (الأنوار الحلالية) كيف يمكن تصوّر معناه هنا؟ وما هو مؤدّىٰ معناه في هذا الموضع؟
ثانياً: أنّ الكتاب الذي كتب في شرح فصول الخواجة نصير لابدّ له أن يشتمل ـ وفق القاعدة ـ علىٰ عنوان: (في شرح الفصول النصيرية) وليس (في شرح العضول النصيرية) وهو عنوان لا صلة له بكتاب الخواجة. - ) الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية، مِقداد بن عبدالله السُّيوري الحلّي، تحقيق: علي حاجيآبادي/عباس جلالينيا، بنياد پژوهشهاي إسلامي آستان قدس رضوي، مشهد، ۱۳۷۸ش.
- ) «... إلّا أنّ أكثر رسائله وكتبه باللسان الفارسي، صنّفها لِوُلاة زمانه بحسب الالتماس، ولذلك لم يعمّ نفعها في الآفاق، ولم يشتهر عند طلبة أهل العراق فدعتني الغِيرةُ علىٰ ضياع عقائل الكلام، وشدّة الهمّة علىٰ تكميل الأنام، إلىٰ أن أعرّب ما أجد من كتبه ورسائله، في فنون علومه وفضائله، فعرّبت بتوفيق الله الأخلاق الناصرية، وكتاب أساس الاقتباس في المنطق، ورسالة في الجبر والقدر، ورسالته المسمّاة بالفصول في الأصول، وشرح كتاب الثمرة لبطليموس في النجوم، وهذه الرسالة في السلوك». أوصاف الأشراف، تأليف: الخواجة نصير الدين الطوسي ، تعريب: محمّد بن علي الجرجاني الحسيني الحلّي الغروي، تحقيق: محمّد سعيد الطريحي؛ مجلّة الموسم، العددان 57ـ58 ، السنة 16، 1427 ه / 2005 م، ص308.
- ) نُشرت هذه الرسالة مرّة بمساعي المرحوم دانش پژوه مع أصل النصّ الفارسي وفي قباله الترجمة العربية، وقد تمّ نشره تحت عنوان: (فصول خواجه طوسى وترجمه تازى آن از ركن الدين محمّد بن على گرگانى استرابادى)، باهتمام: محمّد تقي دانش پژوه، انتشارات جامعة طهران، 1335ش.
وقد طبعت الرسالة المذكورة مرّة أخرىٰ أيضاً طبعة مستقلّة عارية عن انتسابها للجرجاني تحت عنوان: فصول العقائد، راجعه ونقّاه: شاكر العارف وحميد الخالصي، مطبعة المعارف، بغداد، الطبعة الثانية، 1380 ه / 1960 م. - ) انظر: فهرستگان نسخه هاى خطّى إيران (فنخا) 10/33 (تحت عنوان: الجبر والاختيار).
- ) المتن الفارسي والترجمة العربية لكتاب: (أوصاف الأشراف) للخواجة نصير الدين محمّد طوسي، ترجمة: ركن الدين محمّد بن علي الجرجاني، مع مقدّمة وتصحيح السيّد محمّد مدرّسي، مكتبة إسلاميه، طهران، 1340ش: 163.
- ) أشار محقّق النصّ العربي لـ: (أوصاف الأشراف) في مقدّمته علىٰ الطبعة أدناه إلىٰ أربع طبعات أخرىٰ من تعريبه؛ انظر: أوصاف الأشراف، تعريب: محمّد بن علي الجرجاني الحسيني الحلّي الغروي، مجلّة الموسم، العددان 57ـ58، السنة 16، 1427 ه / 2005م، الصفحات: 297ـ341.
- ) برگردانِ عربى أخلاق ناصرى (الترجمة الفارسية لمقدّمة یُپ لَمیِر للنصّ المصحّح من الترجَمة العربية لرُكن الدین الجرجاني من كتاب أخلاق ناصرى) 1 / 743ـ806.
- ) يعدّ الدكتور يُب لَمير (Joep Lameer) من المتخصّصين البارزين في المنطق الإسلامي في الغرب. أهمّ ما كتبه في هذا المجال هو: أطروحته للدكتوراه في منطق الفارابي تحت عنوان: (فارابى وقياس هاى أرسطوئى: نظريه يونانى وكاربرد إسلامى) وقد طبعت أطروحته هذه تحت عنوان:
Al-Farabi and Aristotelian Syllogistics: Greek Theory and Islamic Practices. Leiden: E.J. Brill, 1994. Pp. xx + 352.
ومن مؤلّفاته التي يمكن الإشارة إليها هي ترجمته الإنجليزية لرسالة ملّا صدرا تحت عنوان: (التصوّر والتصديق) وقد طبعت تحت عنوان:
Conception and belief in Ṣadr al-Dīn Shīrāzī (ca 1571-1635) )al-Risāla fī l-taṣawwur wa-l-taṣdīq): introduction, translation, and commentary by Joep Lameer.
(انتشارات مؤسّسه پژوهشى حكمت وفلسفه إيران، طهران، 1385ش).
وترجمته الإنجليزية (تاريخ أدبيّات (مكتوبات) كارل بروكلمان العربية) أيضاً تعتبر من أعماله في السنين الأخيرة والتي لا زالت قيد الطباعة من قبل دار نشر بريل. - ( janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, januari-april 2017, pp. 209 – 212.
- (Vasalou, Sophia, “Journal of the American Oriental Society”, vol. 138, no. 1, 2018, pp. 209–212.
- ) علىٰ سبيل المثال انظر: ص 205 من هذا التصحيح.
- ) janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, januari-april 2017, p. 210.
- ) علىٰ سبيل المثال: انظر الصفحات: (195و205و254) من هذا التصحيح.
- ) للحصول علىٰ مقارنة مختصرة في الهيكلية والمحتوىٰ بين كتابي أخلاق ناصرى وطهارة الأعراق، انظر: (أخلاق ناصرى خواجه نصير وتهذيب الأخلاق مشكويه رازي)، أبو القاسم إمامى، مجلّة آينه ميراث، العددان: 3 و4، 1377 ش، الصفحات: 32ـ36. وقد طبعت هذه المقالة مرّة أخرىٰ مع شيء من التغييرات وحذف بعض المطالب، تحت عنوان: (قالب ومحتوىٰ در أخلاق ناصرى وطهارة الاعراق مسكويه). انظر: خواجه پژوهى: 515 ـ 522.
- ) برگردان عربى أخلاق ناصرى: 743ـ806.
- » (all in all, Lameer’s edition proves very valuable.« janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, p. 210.
- ( Vasalou, Sophia, “Journal of the American Oriental Society”, vol. 138, no. 1, 2018, p. 210.
- ( janssens, Jules, Bibliotheca Orientalis, LXXIV n° 1-2, p. 210.
- ) «ورغم تغلغل البُنىٰ الأساسیّة لكتاب (أخلاق ناصرى) في النتاج الأخلاقي العربي والإسلامي، وفي السلوكیّات، منذ تألیفه وحتّیٰ الیوم، فإنّه لم یُنقل إلىٰ اللغة العربیة». أخلاق ناصرى: 5ـ6.
- ) نفس المصدر: 75.
- ) نفس المصدر: 7.
- ) نفس المصدر: 5.
- ) خلافاً لفضل الله يعتقد المرحوم الأستاذ جلال الدين همائي الذي قابل نسخ (أخلاق ناصرى) القديمة مع النسخ التي تلتها فيما بعد، أنّ التغييرات التي طرأت علىٰ متن (أخلاق ناصرى) من قبل الخواجة بعد زوال الإسماعيليّين وتقرّبه إلىٰ بلاط هولاكو لم تقتصر علىٰ تغيير المقدّمة بل أحدث تغييرات وتعديلات علىٰ نصّ الكتاب أيضاً. وقد جاءت عبارته ما معرّبها كالتالي: «تبيّن لنا بعد مطالعة النسخ القديمة أنّ الخواجة لم يقتصر بتعديلاته علىٰ المقدّمة فحسب، بل طالت تعديلاته إلىٰ مواضع أخرىٰ من الكتاب، فكلّ موضع من الكتاب كانت فيه إشارة أو يستشفّ منه ميوله إلىٰ الإسماعيليّين تمّ حذفه من قبل الخواجة أو إبداله بعبارة أخرىٰ، وقد عرضت تلك التغيرات جميعها في النسخة التي قمت بتصحيحها والتي وضّحت فيها مشكلاتها». مقدّمه قدیم أخلاق ناصرى: 21. وللاطّلاع علىٰ بعض الأمارات التي تشير إلىٰ تأثّر الخواجة بآراء الإسماعيليّين في كتاب أخلاق ناصري، انظر:
Madelung, Wilferd, “Naṣīr ad-Dīn Ṭūsī’s ethics between philosophy, Shiʻism, and Sufism”, in: Ethics in Islam, ed. R. G. Hovannisian. Malibu, CA. Undena Publications, 1985, pp. 85-101. Reprint in: Madelung, Wilferd, Studies in Medieval Muslim Thought and History (2013), Pt. XII p. 85-101.
وهناك ترجمتان بالفارسية لهذه المقالة:
1) «جایگاه آثار أخلاقى طوسى در فلسفه تشیع وتصوف»، ویلفرد مادلونگ، ترجمة: پروانه عروج نیا، مجلّة معارف، العدد: 48، 1378ه، الصفحات: 85ـ102.
2) «أخلاق ناصرى ونسبت آن با فلسفه تشیع وتصوف»، ویلفرد مادلونگ، ترجمة: پرویز سلمانى، مجلّة فرهنگ، العددان: 61ـ62، 1386ه، الصفحات: 351ـ376. - ) «لا يسمح لنا هكذا وببساطة أن نحكم علىٰ الطوسي بأنّه قد حلّل شرب الخمر. فلقد اتّبع في كتابه أسلوب التأليف الذي كان سائداً فی عصره عن الآدابيّات والسلوكيّات الأخلاقية، إذ من المعروف أنّه قد كثرت التأليف في الآدابيات والسلوكيات الاجتماعية، في أيّام الدولة العبّاسية تقليداً لآداب الفرس وما یسمّی (بالآیینات) مفردها (آیین)، وهي نوع من التألیف یعني بتبيان الأصول والمراسم الواجبة فی كلّ من هذه الفنون ولعلّ ما يؤكّد هذا أيضاً قصّة المرجع الديني (الحبّوبي) المشهورة، حيث كان له من الشعر الخمري أعذبه وأرقاه». أخلاق ناصرى، ترجمة الدكتور فضل الله: 30.
- ) نفس المصدر: 61.
- ) Lameer, Joep, The Arabic Version of Ṭūsī's Nasirean Ethics, p. 18.
- ) ibid, p. 14.
- ) أخلاق ناصرى: 118، الأسطر: 14ـ16.
- ( Lameer, Joep, The Arabic Version of Ṭūsī's Nasirean Ethics, p. 210.
- ) ibid, p. 17 - 18.
شنبه ۵ مهر ۱۴۰۴ ساعت ۹:۵۸
نمایش ایمیل به مخاطبین
نمایش نظر در سایت
۲) از انتشار نظراتی که فاقد محتوا بوده و صرفا انعکاس واکنشهای احساسی باشد جلوگیری خواهد شد .
۳) لطفا جهت بوجود نیامدن مسائل حقوقی از نوشتن نام مسئولین و شخصیت ها تحت هر شرایطی خودداری نمائید .
۴) لطفا از نوشتن نظرات خود به صورت حروف لاتین (فینگلیش) خودداری نمایید .