لینک های روزانه
    نشانی ایمیل نویسنده
    h.ataei.n@gmail.com
    يعتبر كتاب أعلام الطرائق في الحدود والحقائق، لابن شهر آشوب السروي المازندراني من الكتب القيّمة التي ألّفها في مجال تعريف وتوضيح مختلف مصطلحات العلوم، ومنها علم الكلام. ونتناول في بحثنا هذا بيان الجوانب المختلفة لأهمّية هذا الكتاب، وخاصّة الجانب الكلامي منه.ويتبيّن لنا من خلال دراسة أعلام الطرائق أنّه كتاب فريد من نوعه من بين الكتب التي ألّفت في هذا المضمار، وذلك من حيث شمولية وتنوّع مصطلحات المواضيع، ومصطلحات العلوم المختلفة، ومن حيث كمّية الاصطلاحات التي تمّ شرحها في كلّ موضوع، وكذلك من حيث مقدار الشرح الذي تمّ تقديمه لكلّ مصطلح.هذا وإنّ كثرة المواضيع التي بحثت في هذا الكتاب وثراءها من حيث المحتوىٰ إنّما ينمّ عن سعة معلومات ابن شهر آشوب وطول باعه في مطالعاته ودراساته.ولم يكن أعلام الطرائق مجرّد معجم في المصطلحات؛ بل هو عبارة عن دائرة معارف غزيرة المطالب، ومصدر غني بالمعلومات الأصيلة والفريدة من نوعها، ولا يزال هذا الكتاب مصدراً قيّماً في معرفة آراء ابن شهر آشوب في مجال المسائل الطبيعية والكلامية.


    * تمّت الترجمة إلىٰ اللغة العربية هذه من قبل هيئة التحرير في مجلة (تراثنا) مع جزيل الشكر والامتنان لهم.




    ابن شهر آشوب وكتابه أعلام الطرائق:
    أبو جعفر محمّد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني (489ـ588هـ) الملقّب بـ: (أبي جعفر الثاني ورشيد الدين وعزّ الدين) لا شكّ أنّه يعدّ من أبرز علماء الإمامية في القرن السادس الهجري.تتمتّع شخصيّته العلمية بأبعاد عديدة؛ حيث تمّت الإشارة إليه في مصادر مختلفة بصفته محدّثاً، ومفسّراً، وأديباً لبيباً، ومتكلّماً أريباً.وقد بلغ عدد مشايخه وأساتذته الذين أدركهم وحضر حلقة درسهم أو رواية الحديث عنهم إلىٰ أكثر من سبعين عالماً من السنّة والشيعة، ولابدّ لنا من الإشارة إلىٰ أكابر من بين هؤلاء الأعلام، ومنهم: محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوري (ت508هـ)، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548هـ)، أبو الفتوح الرازي (ت بعد سنة 552هـ)، السيّد فضل الله الراوندي (كان حيّاً سنة 570هـ)، قطب الدين الراوندي (ت573هـ)، جار الله الزمخشري (ت538هـ) وأحمد الغزّالي (ت520هـ).كما يجدر بنا أيضاً أن نذكر من بين تلامذته ورواة الحديث عنه أعلاماً مثل: ابن بطريق الحلّي (ت600هـ)، ابن إدريس الحلّي (ت598هـ) وابن أبي طيّ الحلبي (ت630هـ).وقد طوىٰ ابن شهر آشوب أوّل سنيّ حياته في مازندران، ثمّ هاجر منها إلىٰ مناطق أخرىٰ، وقد قضىٰ أكثر أيّام حياته في بغداد والحلّة والموصل وحلب، وانتهىٰ به المطاف فيها حيث كانت مثواه الأخير.
    ويمكننا الإشارة إلىٰ مؤلّفاته المهمّة والقيّمة، ومنها:
    مناقب آل أبي طالب.
    معالم العلماء.
    متشابه القرآن ومختلفه.
    مثالب النواصب.
    أعلام الطرائق في الحدود والحقائق.
    وقد أُلّفت في شرح أحوال ابن شهر آشوب بعض الكتب المفيدة التي تغني الباحث، ولا يُستغنىٰ عنها لمعرفة شخصيّته بنحو دقيق 1 علىٰ سبيل المثال: لابدّ من الإشارة إلىٰ كتاب الفاضل المحترم السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي الذي يتناول حياة ابن شهر آشوب ومؤلّفاته والذي صدر بمناسبة مؤتمر إحياء ذكرىٰ ابن شهر آشوب، انظر: (ابن شهرآشوب المازندراني، حياته وآثاره العلمية)؛ وثمّة كتاب آخر في هذا المضمار تحت عنوان: (ابن شهرآشوب المازندراني ومكانته العلمية) من تأليف جواد كاظم البيضاني..وسوف نتناول في بحثنا هذا الحديث عن أحد مؤلّفات ابن شهر آشوب القيّمة والتي بقيت طيّ النسيان، ألا وهو كتاب: (أعلام الطرائق في الحدود والحقائق) الذي لا زال بعيداً عن اهتمام الباحثين بالرغم من كونه كتاباً نفيساً وفريداً من نوعه في مجاله في ذلك الزمان.علماً بأنّ هذا الكتاب القيّم في مجال (تعريف المصطلحات) ـ أو علىٰ حدّ التعبير المعاصر: (معجم مصطلحات مواضيع العلوم الإسلامية) ـ لم يرَ النور حتّىٰ الآن، وقد هُجر حتّىٰ عدّه بعض المحقّقين من جملة مؤلّفات ابن شهر آشوب المفقودة 2 علىٰ سبيل المثال: فإنّ الدكتور أحمد باكتجي ذكر أعلام الطرائق في بحثه تحت عنوان: (ابن شهر آشوب) في دائرة المعارف الإسلامية الكبرىٰ (دائرة المعارف بزرك إسلامي) 4 / 92، وعدّه من كتبه المفقودة؛ وكذلك ذكره جواد كاظم البيضاني في كتابه (ابن شهر آشوب المازندراني ومكانته العلمية) في الصفحة 95 بعنوان خاطئ حيث سمّاه: (الطريق في الحدود والحقائق) وعدّه من كتب ابن شهر آشوب المفقودة..ويبدو أنّ علماء الشيعة في ذلك الزمان لم يكن لهم فيما سلف علم وافٍ بهذا الكتاب فلم يحيطوا به خُبراً؛ وذلك لأنّ ما تبقّىٰ من نُسخ أعلام الطرائق القليلة كان قد انتقل إلىٰ مناطق أهل السنّة، فلم تتوفّر لدىٰ علمائنا نُسخ منه، ولم يسعفهم الحظّ بالانتفاع منه، وقد عثر ـ لأوّل مرّة ـ المرحوم العلّامة السيّد عبد العزيز الطباطبائي علىٰ نسخة من أعلام الطرائق في تركية وجلب نسخة مصوّرة منه إلىٰ إيران، وكانت النسخة المصوّرة هذه في حوزة المرحوم الأستاذ دانش پژوه رغبة منه بتصحيحها وطباعتها، ولكن للأسف لم يمهله الأجل لأداء هذه المهمّة.وقد تطرّق بعد ذلك الدكتور حسن الأنصاري في مقال مختصر إلىٰ تعريف هذه النسخة من الكتاب 3 مقالة: (أعلام الطرائق كتابي تازه ياب از ابن شهرآشوب) 4 / 29ـ30.، ولكنّ هذا الكتاب لم تتمّ طباعته في حينها، لذلك لم نحضَ بمعلومات كافية عنه سابقاً، ومن حسن الحظّ أن تمّت طباعة هذا الكتاب القيّم ـ ولأوّل مرّة بمناسبة: (مؤتمر إحياء ذ كرىٰ ابن شهر آشوب) ـ طبعة محقّقة بمساعي المحقّق السيّد علي الطباطبائي اليزدي نجل المرحوم المغفور له العلّامة السيّد عبد العزيز الطباطبائي 4 أعلام الطرائق في الحدود والحقائق، لمحمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي، مجلدان، تحقيق: السيّد علي الطباطبائي اليزدي، انتشارات نداي نيايش (وابسته به شركت انتشارات علمي وفرهنگي)، طهران، 1393 ش.، حيث يمكننا الآن أن نتناول مزيداً من المعلومات عنه، وممّا لا شكّ فيه أنّ طباعة هذا الكتاب تعدّ بشارة لجميع المحقّقين وروّاد التراث وبالخصوص محقّقي علم الكلام الإسلامي.
    وقد أشار ابن شهر آشوب في فهرسة آثاره في كتابه معالم العلماء إلىٰ كتاب أعلام الطرائق في الحدود والحقائق 5 معالم العلماء: 258.، وفضلاً عن ذلك فقد شوهدت أيضاً ترقيمة ابن شهر آشوب في نهاية هذا الكتاب، ولذلك لا يوجد أيّ شكّ في نسبة هذا الكتاب إليه.وبناء علىٰ ما صرّح به ابن شهر آشوب في ترقيمة الكتاب فإنّ تأليفه قد تمّ في (رجب سنة 570هـ)، وهي نفس السنة التي أتمّ بها أيضاً تأليف كتاب متشابه القرآن ومختلفه 6 انظر: متشابه القرآن ومختلفه 2 / 347.، وعليه فإنّ هذا الكتاب يعدّ من الكتب التي ألّفت في أواخر عمره (ت 588هـ).وقد أشار وأحال ابن شهر آشوب في كتابه أعلام الطرائق إلىٰ بعض كتبه الأخرىٰ من قبيل: الحاوي للفتاوي 7 أعلام الطرائق 1 / 166.، مناقب آل أبي طالب 8 المصدر نفسة 1 / 221؛ 2 / 11.، المثالب (مثالب النواصب) 9 المصدر نفسة 2 / 49.، والمخزون المكنون 10 المصدر نفسة 2 / 182، 198. ـ وهو كتاب أدبي وبلاغي ويبدو أنّه لازال من ضمن الكتب المفقودة ـ إذ يمكننا من خلال هذه الإشارات والإحالات أن نتوصّل أيضاً إلىٰ أنّ تأليف كتاب أعلام الطرائق كان متأخّراً عن تأليف الكتب الآنفة الذكر.
    وقد تمّ العثور حتّىٰ الآن علىٰ نسختين خطّيّتين فقط من أعلام الطرائق، ولحسن الحظّ قام المصحّح بالاستعانة بهما في تصحيح الكتاب، وهما:
    ألف: إحداهما عبارة عن نسخة خطّية يحتفظ بها في مكتبة (اینه بیگ) أو (اينه بيه) ضمن مجموعة حسین الچلبي برقم: (1148) في مدينة بورصة في تركية، ويعود تاريخ كتابتها إلىٰ زمان قريب من حياة ابن شهر آشوب.ويبدو من المحقّق المرحوم السيّد عبد العزيز الطباطبائي ـ وهو أوّل من عثر علىٰ هذه النسخة من الكتاب ـ أنّه كان يعتقد أنّ هذه النسخة من المحتمل أن تكون بخطّ نفس المؤلّف ابن شهر آشوب؛ وذلك لعدم وجود إمضاء الكاتب في هذه النسخة، هذا من جانب، ومن جانب آخر أنّها نسخة قديمة يمكن لها أن تعود إلىٰ عصر المؤلّف، ولكن خلافاً إلىٰ ما ذهب إليه العلّامة الطباطبائي &، فإنّ هذه النسخة فيها أخطاء عديدة، وإنّ خطّ النسخة فيه خلل في عدّة مواضع، فلا يمكن احتمال أن يكون الكاتب هو نفس ابن شهر آشوب 11 مقدّمة أعلام الطرائق 1 / الصفحة زاي.، ومع الأخذ بنظر الاعتبار مواصفات هذه النسخة فمن المحتمل أنّها من إملاء المصنّف وكتابة عدد من النسّاخ.وللأسف أنّه سقط من أوّل هذه النسخة ومن وسطها بعض الأوراق، ويبدو أنّ الأبواب الأربعة الأولىٰ من هذا الكتاب قد فقدت من هذه النسخة.وقد شوهدت في أطراف هذه النسخة حواشٍ كثيرة، يبدو منها أنّها تنمّ عن تظلّع الكاتب ودقّته وكونه عالماً فاضلاً.وبناء علىٰ الاختلاف الموجود في رسم الخطّ وعبارات الأدعية المدرجة في الحواشي مع خطّ كاتب نصّ النسخة يمكننا أن نستنتج أنّ كاتب الحاشية هو شخص آخر غير كاتب النصّ، وأنّ كاتب الحاشية عالم شيعيّ؛ خلافاً لكاتب النصّ الذي هو من أهل السنّة، وذلك من خلال بعض العبارات والتحيّات علىٰ النبي ’، وقد أشار إليها محقّق الكتاب في مقدّمة أعلام الطرائق 12 المصدر نفسة ..
    ب: النسخة الثانية الخطّية يحتفظ بها في مكتبة جامع الأزهر في القاهرة تحت رقم: (23085 [1278]).بالرغم من محو بعض الكلمات في هذه النسخة ـ نتيجة للرطوبة التي أصابت الأوراق وتآكلها ـ إلّا أنّه من حسن الحظّ أنّ هذه النسخة ليس فيها نواقص نسخة بورصة، وبذلك يمكن الاعتماد عليها لتكملة نواقص نسخة بورصة.وخلافاً لكاتب نسخة بورصة فإنّ كاتب نسخة القاهرة هو شيعيّ، عالم فاضل، ولذلك نرىٰ أنّ كثيراً من أخطاء نسخة تركية غير موجودة في هذه النسخة، وفضلاً عن ذلك فإنّ كثيراً من الحركات وإعراب الكلمات والبلاغات العديدة الموجودة في حواشي النسخة كذلك ـ بالمقارنة مع نسخة بورصة ـ كلّها تحكي عن إتقان هذه النسخة وصحّتها، وظاهراً أنّ هذه النسخة هي النسخة الأصل التي اعتمدتها نسخة بورصة وأنّ نسخة بورصة قد تمّت كتابتها بناء علىٰ هذه النسخة، وبالرغم من أنّ النسختين تختلفان في بعض المواضع مع بعضهما البعض ألّا أنّه يحتمل أن تكون تلك الاختلافات إثر إضافة بعض العبارات إليهما بعد إتمام كتابتهما.والجدير بالذكر أنّه تمّ إدراج العديد من الحواشي في أطراف هذه النسخة مثلها مثل نسخة تركية، وقد وافقت تلك الحواشي ـ في بعض الموارد ـ حواشي نسخة تركية، ولم توافقها إلىٰ حدّ ما في موارد أخرىٰ، كما أنّ بعض الحواشي تنفرد بها إحدىٰ النسختين دون الأخرىٰ.ويظهر من الحواشي إنّ كاتبها شيعيّ، وعالم محقّق، ولعلّ ابن شهر آشوب هو نفسه كاتب النصّ، وممّا يقوّي احتمال كون هذه الحواشي بقلم شخص ابن شهر آشوب ـ أو بإملائه ـ هو وجود بعض العبارات في الحواشي مثل: «نعني بقولنا كذا» بدلاً من «يعني بقوله كذا» تؤيّد احتمال أن تكون من نفس المصنّف 13 المصدر نفسة، الصفحة صاد..وخلافاً لما اعتاده بعض المصحّحين ـ من التساهل وعدم الاعتناء بحواشي النسخ وإهمالها، حيث يعدّونها أموراً زائدة ولا جدوىٰ منها ويمكن حذفها في أثناء التصحيح أو انتقاء بعضها ـ فإنّ المصحّح الحاذق لهذا الأثر أدرج الحواشي الموجودة في كلا النسختين بدقّة فائقة في هامش نصّ الكتاب، وقد مهّد بعمليّته هذه سبل الاستفادة منها للقارئ؛ فجزاه الله خيراً.
    ومع الأخذ بنظر الاعتبار وجود الحذف والإضافات والتصحيحات وإلصاق العديد من الأوراق في مواضع مختلفة من نسخة القاهرة فإنّ مصحّح الكتاب قد احتمل أن تكون هذه المخطوطة قد كتبت حين تأليف الكتاب 14 انظر: المصدر نفسة، الصفحة ضاد..ومن المؤسف أنّه لم تتوفّر لدينا حاليّاً هذه النسخة لنحظىٰ بمزيد من التحقيق في هذا الشأن، ولكن من الطبيعي فإنّ عملية (الحذف والإضافات والتصحيحات وإلصاق الأوراق في مواضع مختلفة من النسخة) كانت عادة ما تحصل في المخطوطات الأصلية التي تكتب بخطّ المؤلّف.
    وهناك أمور كثيرة يمكن ذكرها في شأن سائر مميّزات كلا النسختين، وبطبيعة الحال فإنّ المقام لا يسع في بحثنا هذا لتناولها، ولابدّ من التفرّغ لها ومتابعتها في مقال آخر بنحو أدقّ وتفصيل أكثر، والذي أرغب أن أتطرّق إليه في هذا البحث هو بيان أهمّية كتاب أعلام الطرائق والأبعاد المتعدّدة والمختلفة لهذا الكتاب، وبيان الحاجة الماسّة إليه لدىٰ محقّقي العلوم الإسلامية وخاصّة علم الكلام في تحقيقاتهم المختلفة.
    ومن المعلوم أنّه منذ قرون وإلىٰ يومنا هذا وتزامناً مع ظهور مختلف العلوم تمّ تأليف معاجم في المصطلحات العلمية من أجل توضيح المعاني المصطلحة التي يتمّ استخدامها في تلك العلوم.وبناء علىٰ ما ذهب إليه مصنّفو هذه الآثار من أنّ طالب العلم الذي يتصدّىٰ لدراسة وتحقيق علم خاصّ عليه أن يتعرّف أوّلاً علىٰ اصطلاحات ذلك الحقل من العلوم وعلىٰ معاني المفردات المصطلحة بين روّاد ذلك العلم ليمكنه بعد ذلك معرفة ما يرمي إليه مؤلّفو ذلك العلم في نصوصهم؛ لأنّ لكلّ علم مصطلحاته الخاصّة به، تحمل معاني ومفاهيم خاصّة بذلك العلم، وهي إنّما تستعمل في ذلك العلم وفقاً لتلك المعاني والمفاهيم.وقد ذكر أبو عبد الله الخوارزمي (ت387هـ) في مقدّمة كتابه مفتاح العلوم الغاية من تأليف الكتاب قائلاً: «دعتني نفسي إلىٰ كتاب يكون جامعاً لمفاتيح العلوم وأوائل الصناعات متضمّناً ما بين كلّ طبقة من العلماء من المواضعات والاصطلاحات التي خلت منها أو من جلّها الكتب الحاضرة لعلم اللغة» وقد أبدىٰ رأيه قائلاً: «حتّىٰ أنّ اللغوي المبرّز في الأدب إذا تأمّل كتاباً من الكتب التي صنّفت في أبواب العلم والحكمة لم يفهم منه شيئاً وكان كالأمّي الأغتم عند نظره فيه» 15 انظر: مفاتيح العلوم: 13ـ14؛ ترجمة عبارات خوارزمي: 4..ثمّ أشار الخوارزمي بعد ذلك إلىٰ اصطلاح: (رجعت / رجعة) كأنموذج وقال فيه: «فإنّها عند أصحاب اللغة: المرّة الواحدة من الرجوع لا يكادون يعرفون غيرها؛ وهي عند الفقهاء: الرجوع في الطلاق الذي ليس ببائن؛ وعند المتكلّمين: ما يزعمه الشيعة من رجوع الإمام أو غيبته؛ وعند الكتّاب: حساب يرفعه المعطي في العسكر لطمع واحد؛ وعند المنجّمين: سير الكواكب من الخمسة المتحيّرة علىٰ خلاف نضد البروج» 16 نفس المصادر..
    هذا وإنّ الشيخ الطوسي هو الآخر أيضاً قد ألّف معجماً مهمّاً في اصطلاحات علم الكلام تحت عنوان: المقدّمة في المدخل إلىٰ علم الكلام، ذكر في مقدّمته قائلاً: «سألتم أيّدكم الله إملاء مقدّمة تشتمل علىٰ ذكر الألفاظ المتداولة بين المتكلّمين وبيان أغراضهم منها، فإنّ لهم مواضعات مخصوصة ليست علىٰ موجب اللغة ومن نظر في كلامهم ولا يعرف مواضعتهم، لم يحظَ بطائل من ذلك وإذا وقف علىٰ مرادهم، ثمّ نظر بعد ذلك في ألفاظهم، حصلت بغيته وتمّت منيته» 17 المقدّمة في الكلام: 3..كما ذكر ابن شهر آشوب أيضاً في نهاية أعلام الطرائق قائلاً: «يجب علىٰ المصنّف الشارع في فنّ من العلوم أن يستعمل ألفاظ أهله ولا يعدل عن معانيهم» 18 أعلام الطرائق 2 / 220..بناء علىٰ هذا فمن قصد أن يخوض غمار علم من العلوم فعليه أوّلاً أن يطّلع علىٰ اصطلاحاته الخاصّة ومعانيه المميّزة، ومن هنا يتّضح لنا الحاجة الماسّة والملحّة لتأليف معاجم المصطحات ومراجعتها.
    وكما يبدو جليّاً من عنوان كتاب أعلام الطرائق في الحدود والحقائق، فإنّه كتاب في باب الحدود وتعريفات مصطلحات العلوم.وهو كتاب قيّم في مجال مصطلحات العلوم الإسلامية، حيث تطرّق فيه المصنّف لتوضيح وتعريف عدد غفير من المصطلحات التي لها صلة بموضوعات مختلف العلوم، بما فيها علم الكلام.وقد ألّفت قبل ابن شهر آشوب وبعده كذلك معاجم في تعريف وتوضيح المصطلاحات الكلامية؛ إذ يمكننا أن نشير إلىٰ نماذج منها مثل: المقدّمة في المدخل إلىٰ علم الكلام (المقدّمة في الكلام)، من إملاء شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي (460هـ) 19 تمّ نشره ضمن: (چهار فرهنگنامه کلامی) في مجموعة (الذكریٰ الألفية للشيخ الطوسي)، ج2؛ وطبع مرّة أخرىٰ في ضمن: (الرسائل العشر)، من قِبَل مؤسّسة النشر الإسلامي في مدينة قم؛ وكذلك انظر: المقدّمة في الكلام، تحقيق وتقديم: حسن الأنصاري، وزابينه اشميتكه، طهران، انتشارات ميراث مكتوب، 1392 ش. ؛ كتاب الحدود (الحدود والحقائق في شرح الألفاظ المصطلحة بين المتكلّمين من الإمامية)، تأليف القاضي أشرف الدين صاعد البريدي الآبي (من علماء القرن السادس الهجري) 20 طبعت هذه الرسالة لأوّل مرّة ـ علىٰ ما فيها من أخطاء ـ بتصحيح محمّد تقي دانش پژوه، ضمن كتاب (چهار فرهنگنامه كلامى) في مجموعة (الذكریٰ الألفية للشيخ الطوسي)، ج2، الذي صدر من جامعة فردوسي، مشهد، 1350 شمسي، ص: 219 ـ 233. وطبع مرّة أخرىٰ بتحقيق الدكتور حسين علي محفوظ في مطبعة المعارف بغداد ـ1970م، ثمّ طبعته مطبعة الإسلام في قم بالأوفسيت. ؛ الحدود، من إملاء قطب الدين المقري النيشابوري (من علماء الشيعة في القرن السادس الهجري) 21 تمّ طباعته بتحقيق الدكتور محمود يزدي مطلق (فاضل)، مؤسّسة الإمام الصادق ×، 1414هـ. ؛ كتاب الحدود في الأصول (الحدود والمواضعات)، تأليف أبي بكر محمّد بن الحسن ابن فورك الإصفهاني الأشعري (ت406هـ) 22 تمّ طباعته بتحقيق: محمّد السليماني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1999م. ؛ الحدود الكلامية والفقهية علىٰ رأي أهل السنّة الأشعرية، تأليف أبي بكر محمّد بن سابق الصقلّي (ت493هـ) 23 تمّ طباعته بتحقيق الدكتور محمّد الطبراني، دار المغرب الإسلامي، تونس، 2008م. ؛ كتاب المبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلّمين، تأليف سيف الدين الآمدي (ت631هـ) 24 تحقيق: حسن محمود الشافعي، نشر مكتبة وهبة، القاهره، الطبعة الثانية، 1413 هـ / 1993م؛ وله تنقيح ثانٍ، انظر: المصطلح الفلسفي عند العرب: 303ـ388. ؛ والحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة، تأليف القاضي الشيخ زكريّا بن محمّد الأنصاري (ت 926هـ) 25 انظر: الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة، تحقيق: دكتور مازن المبارك، دارالفكر المعاصر، بيروت، 1411 هـ..
    وسوف أتطرّق ـ بمشيئة الله ـ في مقال مستقلّ إلىٰ تعريف معاجم المصطلحات المذكورة وسائر ما تمّ نشره من مؤلّفات في هذا المجال، فلذلك لا نتحدّث في مقالنا هذا عن المعاجم السالفة الذكر وأنّما اقتصرنا في بحثنا هذا فقط علىٰ مناقشة خصوصيّات منهجية أعلام الطرائق ومحتوياته.
    فقد اشتمل كتاب أعلام الطرائق من حيث منهجيّته علىٰ ثلاثة وثلاثين باباً، ولكلّ باب منه عدّة فصول، وقد تمّ في كلّ فصل منها توضيح عدد من أهمّ المصطلحات المتداولة في الموضوعات والعلوم المختلفة.وقد صنّف ابن شهر آشوب المصطلحات في كتاب أعلام الطرائق تصنيفاً موضوعيّاً، فقد ذكر في كلّ باب المصطلحات التي لها صلة بموضوع ذلك الباب وقام بتعريفها، وذلك خلافاً لكتاب الحدود والحقائق في شرح الألفاظ المصطلحة بين المتكلّمين الإمامية للقاضي أشرف الدين صاعدي البريدي الآبي، وكتاب التعريفات لمير سيّد شريف الجرجاني؛ حيث تمّ تصنيف المصطلحات فيها علىٰ ترتيب حروف الهجاء أو الأبجدية كما هو المصطلح، وكذلك خلافاً لكتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي، حيث تمّ تصنيف المصطلحات فيه بناء علىٰ تصنيف العلوم المختلفة، فلذلك يبدو أنّ كتاب أعلام الطرائق في منهجيّته وطريقة تبويبه له شبه إلىٰ حدّ ما برسالة المقدّمة في المدخل إلىٰ علم الكلام للشيخ الطوسي، وبكتاب الحدود لقطب الدين المقري النيشابوري؛ فعلىٰ سبيل المثال فقد تطرّق ابن شهر آشوب في باب (الأمكنة) إلىٰ تعريف المصطلحات التي لها صلة بموضوع (المكان) فألحَقَ بها مصطلحات أخرىٰ مثل: (العرش)، (الكرسي)، (العالم)، (البيت المعمور)، (المزدلفة)، (سقيفة بني ساعدة)، (الصومعة)، (الزاوية) و...وبطبيعة الحال فإنّ المؤلّف قد ذكر في هذا الباب أيضاً قسماً من المصطلحات التي ربّما لا علاقة لها بالمكان مباشرة وبيّنها، وهي مصطلحات مثل: (درهم) و(دانق) و(مثقال) حيث يعدّ كلّ واحد منها معياراً وليس اسماً من جنس (المكان).
    وقد تناول ابن شهر آشوب في كتابه أعلام الطرائق الأبواب التالية: باب الأزمنة، باب الأمكنة، باب أنواع الأعراض، باب الأكوان، باب الاعتماد، باب التأليف، باب الأصوات، باب الآلام، باب الاعتقاد، باب العلم، باب النظر، باب الظنّ، باب الإرادة، باب التكليف، باب الحياة، باب القدرة، باب الشهوة والنفار، باب الألوان والطعوم والأراييح، باب الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، باب الفناء والإعادة، باب الفعل، باب الأسماء والصفات، باب النبوّات، باب الشرعيّات، باب الخلافيّات، باب النحو والتصريف والبلاغة، باب الكتابة، باب البلاغة والفصاحة، باب العَروض والقوافي والشعر، باب الطبّ والنجوم والحساب، باب الموجبات.
    كما لاحظنا في كتابه تعريف وشرح مصطلحات مواضيع وعلوم مختلفة تنمّ عن سعة شموليّته مثل: علوم العربية، الکلام، الریاضیّات، الطبیعیّات، التاریخ، التفسیر، الحدیث، الفقه، الأصول، الطبّ، الهیئة (النجوم)، مضافاً الىٰ مصطلحات المواضيع آنفة الذكر، وفي الواقع فإنّ كتاب أعلام الطرائق من حيث شموليّته، وتنوّع مصطلحات مختلف المواضيع والعلوم، وعدد المصطلحات التي تمّ شرحها في كلّ موضوع، ومقدار التوضيحات التي تمّ تناولها لكلّ مفردة من المصطلحات، يعدّ من نوادر الكتب، بل كتاباً لا مثيل له من بين الكتب المشابهة له في هذا المضمار، هذا وإنّ سائر ما نعرفه من المعاجم المؤلّفة في مجال شرح مفردات مصطلحات العلوم وتعريفها في القرون الهجرية الوسطىٰ، أغلبها إمّا لم تكن متنوّعة ومشتملة علىٰ مختلف المصطلحات كما هي في أعلام الطرائق، أو أنّه لم تبلغ درجته من حيث شموليّته علىٰ كمّية المصطلحات المعرّفة فيه، أو أنّ مقدار التوضيحات التي تناولتها هذه المعاجم لم تكن بمقدار التوضيحات التي تمّ بيانها في أعلام الطرائق.وإنّ شمولية المطالب التي تمّ عرضها في هذا الكتاب وعمقها وثراءها لَخير دليل علىٰ سعة معلومات ابن شهر آشوب ومدىٰ مطالعاته؛ ففي الحقيقة إنّ تناول ابن شهر آشوب وإلمامه بمختلف العلوم واطّلاعه علىٰ الكثير من النصوص يبدو جليّاً من خلال مختلف مؤلّفاته وخاصّة مناقب آل أبي طالب، ومتشابه القرآن، وأعلام الطرائق هذا، وفي الواقع فإنّ أحد أبرز مميّزات ابن شهر آشوب هو سعة معرفته بالمصادر القديمة والمختلفة الشيعية منها والسنّية، واطّلاعه الواسع علىٰ التراث الإسلامي كالكلام والتفسير والحديث والفقه والتاريخ والأدب والعلوم التي لها صلة بها.هذا وإنّ إحالاته إلىٰ مختلف المصادر، ونقولاته في مواضع عديدة من مؤلّفاته، والاستنساخ منها من دون واسطة، خير دليل علىٰ كثرة المصادر التي كانت في حوزة هذا العالم الشيعي الكبير وعلىٰ تنوّعها وكثرة مطالعاته لها26 للحصول علىٰ فهرسة للكتب والمصادر التي كانت في حوزة ابن شهر آشوب، انظر: (درآمدي بر كتابخانة ابن شهرآشوب)، صابري، حسين، بنياد پژوهش هاي إسلامي آستان قدس رضوي، مشهد، 1393 ش، علماً بأنّه كتاب غير كامل وغير دقيق؛ لأنّ مؤلّفه المحترم لم يقدّم فيه دراسة عن كتابين مهمّين لابن شهر آشوب وهما مثالب النواصب وأعلام الطرائق، وقد تمّت طباعتهما ولابدّ من معرفة مصادر الإحالات فيهما وتخريجها.
    وانظر كذلك: مدوّنات الدكتور حسن الأنصاري في صفحة كاتبان في الأنترنيت:
    1ـ (كتابخانة ابن شهرآشوب) في: 1197 http: / / ansari.kateban.com / post / .
    2ـ (ملل ونحل ابن شهرآشوب) في: 1849 http: / / ansari.kateban.com / post / .
    ، وإنّ بعض هذه المؤلّفات لم يتبقّ منها اليوم سوىٰ اسمها أو شيء من نقولاتها، ولا يمكن العثور علىٰ نسخة خطّية منها؛ ولذلك فإنّ أحد المميّزات القيّمة والجديرة بالذكر في مؤلّفات ابن شهر آشوب ـ بما فيها أعلام الطرائق ـ هو اشتمالها علىٰ مواضيع ونصوص أخذت من مصادر قد فقدناها اليوم، ولا سبيل لنا الآن الىٰ معرفة تلك المواضيع والنقولات سوىٰ مراجعة مؤلّفات ابن شهر آشوب، حيث تعدّ هي المصدر الوحيد لها.
    ومن الخصائص المهمّة لكتاب أعلام الطرائق هو أنّ ابن شهر آشوب عند تعريفه المصطلحات لم يكتفِ بتعريف واحد فقط، بل كان سعيه في أغلب الأحيان أن يذكر تعريفات مختلفة أخرىٰ لها، فيستطيع حينها القارئ من خلال مراجعته للكتاب أن يطّلع علىٰ التعريفات المتنوّعة المذكورة لاصطلاح واحد؛ وهذا ـ في الحقيقة ـ خلافاً لطريقة الكثير من معاجم الاصطلاحات الأخرىٰ التي تتطرّق ـ عادة ـ فقط إلىٰ بيان ما اختارته من تعريف المفردات المصطلحة، ولم يكن لها ذلك الاهتمام بسائر التعريفات والأقوال الأخرىٰ، علىٰ سبيل المثال فإنّ ابن شهر آشوب أشار في كتابه أعلام الطرائق عند تعريف اصطلاح (العقل) إلىٰ ثمانية تعريفات27«[أ] العقل: مجموع علوم إذا اجتمعت سُمّيت عقلاً.
    [ب] وقيل: عبارة عن علوم مخصوصة إذا كمُلت للإنسان سُمّي عاقلاً.
    [ج] وقيل: هو اسم لعلوم إذا حصلت للإنسان صحّ تكليفه.
    [د] وقيل: هو العلم الضروري بحُسن بعض الأفعال وقُبح بعضها.
    [هـ] وقيل: هو العلوم الضرورية التي لا يحسُن بدون كمالها التكليف.
    [و] وقيل: علوم مخصوصة إذا حصلت في الواحد وجبت عليه المعرفة وتوجّه إليه التكليف.
    [ز] وقيل: مجموع علوم بها يتمكّن من الاستدلا ل بالشاهد علىٰ الغائب.
    [ح] وقيل: العلم بحُسن الحسَن وقُبح القبيح، سمّي بذلك؛ لأنّ العلم بقُبح القبيح يمنع العالم به من الإقدام عليه، ولهذا الاشتقاق امتنعوا من إجراء هذه اللفظة علىٰ الله تعالیٰ»، أعلام الطرائق 1 / 141.
    ، في حين أنّ كتاب المقدّمة في الكلام للشيخ الطوسي 28«العقل: عبارة عن مجموع علوم إذا اجتمعت سمّيت عقلاً»، المقدّمة في الكلام، بتحقيق: حسن الأنصاري وزابينه اشميتكه: 22.، وكتاب الحدود للقاضي صاعد البريدي 29«العقل عبارة عن مجموع علوم ضرورية إذا خلقها الله تعالىٰ في الإنسان صحّ منه تكليفه»، الحدود، للقاضي صاعد البَريدي: 22.، والحدود لقطب الدين المقري النيشابوري 30 «فأمّا العقل: فهو عبارة عن علوم مخصوصة إذا كملت للإنسان يسمّىٰ عاقلاً»، الحدود، للمُقري النيشابوري: 91.، والحدود في الأصول لابن فورك الإصفهاني 31«العقل: هو البَدَائِهُ من العلوم التي لا يشرَك في علمِها العاقلون البهائِمَ، والمتيقِّظون النومَ»، الحدود في الأصول،لابن فورك الإصفهاني: 79.، والحدود الكلامية والفقهية علىٰ رأي أهل السنّة الأشعرية لأبي بكر محمّد بن سابق الصقلّي 32«فحدّ العقل ما عَلِمَ به المخلوقُ امتناعَ [وجود] المستحيلات»، الحدود الكلامية والفقهية علىٰ رأي أهل السنّة الأشعرية: 162.، قد اكتفت في تعريف مصطلح (العقل) بتعريف واحد فقط؛ وبناء علىٰ ذلك فقد ذكر ابن شهر آشوب في تعريف مصطلح (العصمة) ثماني تعريفات33«العصمة في الأصل: المنع؛ وفي العُرف:
    [أ] كلّ لطفٍ إذا فعلَه الله تعالىٰ امتنعَ المكلّف من فعل المعصية وترك الواجب.
    [ب] وقيل: ما يختار عندَه ترك القبيح المتمكّن منه، ولولاه لما كان يختاره.
    [ج] وقيل: هو المنع باللطف من فعل القبيح لا علىٰ وجه الحَيلوَلة.
    [د] وقيل: اسم لما علِمَ الله تعالىٰ أنّ المكلّف يختار عنده الامتناعَ من جميع القبائح.
    [هـ] وقيل: هي اللطف الذي يفعله الله تعالىٰ فيختار العبدُ عنده الامتناعَ من فعل القبيح.
    [و] وقيل: ما لا يقع عنده القبيح وإن لم يرتفع.
    [ز] وقيل: أن يقطَع علىٰ باطنه ويعلَم أّنه يمتنع كامتناعه في الظاهر.
    [ح] وقال المرتضیٰ: معناها أن لا يختار في المستقبل القبيحَ لا ظاهراً ولا باطناً، وإن كان قادراً عليه». أعلام الطرائق 2 / 7.
    ، في حين أنّ قطب الدين المقري النيشابوري في كتاب الحدود 34«العصمة: ما يرتفع عنده القبيح ولولاه لم يرتفع»، الحدود، لقطب الدین لنیشابوري: 102. والقاضي صاعد البريدي في كتاب الحدود 35«العصمة: ما يمتنع المكلّف عنده من فعل القبيح ولولاه لما امتنع»، الحدود، للقاضي صاعد البریدي: 23. وابن فورك الأشعري في كتاب الحدود في الأصول 36«العصمة: هي الحِراسةُ من مَواقعِ الذنبِ»، الحدود في الأصول، لابن فورَك الإصفهاني: 119. وأبا بكر محمّد بن سابق الصقلّي في الحدود الكلامية والفقهية 37«حدّ العصمة: الحراسة من المعاصي»، الحدود الكلامية والفقهية علىٰ رأي أهل السنّة الأشعرية: 148. قد اكتفوا بتعريف واحد فقط.ولا يخفىٰ أنّ التعريفات التي تمّ بيانها من قبل ابن شهر آشوب لم تكن كلّها مبسوطة، حيث إنّه أشار في العديد من المصطلحات إلىٰ تعريف واحد أو تعريفين، ولكن إذا كانت ثمّة تعريفات متعدّدة ومختلفة لمصطلح واحد نرىٰ أنّ ابن شهر آشوب يسعىٰ إلىٰ الإشارة إلىٰ أكثرها، وهذا الأمر هو بحدّ ذاته يعتبر أحد المميّزات التي يمتاز بها كتابه هذا عن سائر معاجم المصطلحات المشابهة له التي ألّفت في نفس الحقبة.
    والأمر الآخر الجدير بالاهتمام هو أنّ أعلام الطرائق يمكن اعتباره مصدراً قيّماً لمعرفة نظريّات وآراء ابن شهر آشوب في مجال بعض من الأبحاث الكلامية، وخاصّة المسائل الطبيعية منها ـ الأبحاث المعروفة بلطيف الكلام أو دقيق الكلام ـ من بحوث هذا العلم.وبالرغم من أنّ اهتمام ابن شهر آشوب في هذا الكتاب بالمسائل الكلامية والطبيعية كان بنحو استطرادي وفرعي، ولكن نظراً إلىٰ عدم عثورنا علىٰ كتاب مستقلّ له في خصوص هذه المباحث لذلك يمكننا من خلال هذا القليل من الأبحاث التي تناولها في كتابه هذا أن نطّلع علىٰ بعض زوايا وخفايا آرائه الطبيعية والكلامية؛ حيث نرىٰ أنّ ابن شهر آشوب بعد أن أشار إلىٰ كلّ واحد من الاصطلاحات الكلامية تطرّق في بعض الموارد إلىٰ بيان جانب من المسائل والأحكام ذات الصلة بها، علىٰ سبيل المثال فقد ذكر بعد اصطلاحي: (فناء) و(إعادة) بحثاً كلاميّاً مبسوطاً إلىٰ حدّ ما في شأن إعادة الأجسام يوم القيامة 38 انظر: أعلام الطرائق 1 / 220.، وكذلك الحال عندما أشار في موضع آخر إلىٰ أقوال ـ جديرة بالاهتمام ـ في شأن شهادة أعضاء الإنسان وجوارحه يوم القيامة 39 انظر: المصدر نفسة: 223.، كما أنّه قد أدلىٰ برأيه في تعريف اصطلاح: (الظنّ) وذلك بعد أن أشار إلىٰ مختلف الآراء بهذا الشأن 40 انظر: المصدر نفسة: 159ـ160..
    ونرىٰ أنّ ابن شهر آشوب عند تناوله تعريف المصطلحات الكلامية قد أظهر في بعض الأحيان آراءه الكلامية في خصوص المسائل الطبيعية والكلامية، حيث يمكن من خلال ذلك أن نستنتج أنّه كان من أتباع طريقة متكلّمي البهشمية في بغداد من الناحية الفكرية والكلامية؛ وهي مدرسة الشريف المرتضىٰ الكلامية وأتباعه؛ وخير شاهد علىٰ هذا الأمر هو نقولاته المختلفة من مؤلّفات الشريف المرتضىٰ 41 انظر أنموذجاً: أعلام الطرائق 1 / 52، 61، 67، 78، 79، 152، 153، 161، 165، 193، 221، 242، 243، 250، 268، 272، 279،284، 288، 289، 292؛ 2 / 7، 8، 23، 111، 113. والشيخ الطوسي 42 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 176، 205، 237، 247، 280، 291؛ 2 / 3، 21، 23، 103، 107، 112، 114، 119، 120، 121،123، 126، 127، 138.، وكذلك ما نقله من المعتزلة البهشمية تارة مثل أبي هاشم الجبّائي 43 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 78، 95، 98، 100، 165، 173، 191، 192، 200، 220، 268، 279. والقاضي عبد الجبّار المعتزلي 44 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 60، 197، 249؛ 2 / 213. وابن متّويه ـ حيث نقل ابن شهر آشوب في موضع واحد في أعلام الطرائق من كتاب ابن متّويه التذكرة في أحكام الجواهر والأعراض 45 المصدر نفسة 1 / 37 و48. ـ ومن أبي رشيد النيشابوري 46 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 48، 76؛ 2 / 213..إنّ المصادر والمراجع التي اعتمدها ابن شهر آشوب بشكل أساسي في تأليف كتاب أعلام الطرائق ـ في قسم تعريف مفردات المصطلحات الكلامية والطبيعيّات ـ هي مصادر وكتب المعتزلة.وعادة ما اقتصر ابن شهر آشوب في نقولاته في كتابه هذا علىٰ ذكر أسماء المؤلّفين دون أن يذكر عناوين الكتب، ولكنّ كثرة نقولاته من متكلّمي المعتزلة ـ ومنهم أبو علىٰ الجبّائي 47 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 40، 42، 47، 58، 67، 130، 165، 251، 267، 268، 270، 272، 274، 278؛ 2 / 213. وأبو القاسم الكعبي البلخي 48 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 42، 126، 155، 182، 184، 186، 254. والقاضي أبو يوسف القزويني 49 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 90، 245. وأبو عبد الله البصري 50 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 76. والنظّام 51 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 57. والجاحظ 52 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 180؛ 2 / 36. وأبو هذيل 53 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 58. وابن إخشيد 54 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 148. وأبو الحسين البصري 55 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 212؛ 2 / 213.ـ يتبيّن مدىٰ اعتماده وتعويله علىٰ كتب المعتزلة وأتباعهم في تأليف كتابه، ولابدّ لنا في هذا المجال أن نخصّ بالذكر أبا الحسن علي بن عيسىٰ الرمّاني (ت384هـ)، الأديب والمتكلّم المعتزلي البغدادي اللامع الذي ذكر ابن شهر آشوب أقواله وآراءه في كثير من المواضع 56 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 57، 60، 76، 79، 86، 103، 105، 126، 133، 137، 148، 150، 152، 159، 179، 182، 224، 229، 239،245، 288؛ 2 / 24، 111، 135، 153، 167، 211، 212.، واستشهد بها في تعريف المصطلحات الطبيعية والكلامية في كتابه.
    وكما ذكرنا آنفاً فإنّ الرافد الأساسي الذي كثيراً ما استفاد منه ابن شهر آشوب في تعريف المصطلحات الكلامية هو كتب متكلّمي الإمامية البهشمية في بغداد، وقد ذكرنا آنفاً بعض إحالاته إلىٰ كتب الشريف المرتضىٰ والشيخ الطوسي، ولابدّ لنا ـ إتماماً للفائدة ـ أن نشير إلىٰ أنّ الكتب التي اعتمدها ابن شهر آشوب كالذخيرة 57 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 89، 101، 117، 147، 277. وأمالي السيّد المرتضىٰ 58 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 179.، وكذلك المقدّمة في الكلام 59 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 39؛ كما أشار مصحّح الكتاب بأنّ جميع ما جاء في هذا القسم قد تمّ اقتباسه من الفصل الثالث من (المقدّمة في الكلام) للشيخ الطوسي. وتفسير التبيان 60 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 83، 85، 88، 89، 96، 97، 103، 117، 120، 127، 129، 132، 134، 178، 197، 198، 201، 234،239، 261، 269؛ 2 / 8، 31، 134، 213. للشيخ الطوسي هي من المصادر التي يبدو أنّه اعتمد تعريفاتها في موارد عديدة من كتابه عند تعريفه للمصطلحات، ولا يخفىٰ أنّ هناك تعريفات منقولة عن الشريف المرتضىٰ لا توجد في كتبه المعروفة لدينا، ويبدو أنّها قد نقلت من بعض كتب السيّد المرتضىٰ المفقودة.هذا وقد اعتمد ابن شهر آشوب في كتابه علىٰ أقوال الشيخ المفيد كذلك في ثلاثة مواضع؛ إذ يبدو من موردين منها 61 المصدر نفسة 1 / 182 و261؛ 2 / 8. أنّها تعود إلىٰ أقوال الشيخ المفيد في كتابه تصحيح الاعتقاد.كما وقد ذكر ابن شهر آشوب أيضاً تعريفات ابن نوبخت ـ أو النوبختي ـ وآراءه في عدّة موارد 62 المصدر نفسة 1 / 277..كما أشار في قسم تعريف المصطلحات الفقهية إلىٰ أقوال سلّار 63 المصدر نفسة 2 / 121، 123، 125، 127. وابن البرّاج 64 المصدر نفسة 2 / 105، 119، 124، 126. من بين سائر علماء الإمامية.وعلىٰ سبيل المقارنة فإنّ ذكره لمتكلّمي الأشاعرة وتعريفاتهم لمختلف الاصطلاحات أقلّ بكثير من ذكره لمتكلّمي الـمعتزلة؛ فإنّ ابن شهـرآشوب اقتـصر فـي عـدد مـن الـمواضع علـىٰ ذكـر آراء بعـض متكلّـمي الأشاعرة مثل أبـي الـحسن الأشعري 65 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 59. وابن فورك 66 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 145 و148. والباقلّاني 67 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 148. والراغب الإصفهاني 68 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 145.. ومن خلال نقولاته التي أخذها من فلاسفة مثل أرسطو 69 المصدر نفسة 1 / 214. والكندي 70 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 52، 117، 126، 160، 188، 252، 258. وابن سينا 71 انظر أنموذجاً: المصدر نفسة 1 / 54، 59، 60، 127. ـ فيما لو كانت نقولاته من كتبهم مباشرة لا بالواسطة من مصادر أخرىٰ ـ يمكننا أن نقول: إنّه كان مطّلعاً نوعاً ما علىٰ كتب الفلاسفة وأقوالهم وعلىٰ معرفة بها؛ علماً بأنّني أعتقد أنّ هذه الموارد هي من التعريفات التي كانت شائعة ومتداولة آنذاك، وهي منقولة ومأخوذة من مصادر أخرىٰ وليست حاصل مباشرته لكتب الكندي وابن سينا.كما أنّ إحالاته المتكرّرة لأقوال كبار الأدباء ومنهم سيبويه والخليل وابن دريد وابن سكّيت وحمزة الإصفهاني 72 المصدر نفسة 1 / 30. دليل علىٰ سعة علمه ومعرفته بكتب وآراء أدباء اللغة العربية.
    والجانب الآخر المهمّ في أعلام الطرائق ـ وعلىٰ روّاد التراث أن ينتبهوا إليه ـ هو اشتمال هذا الكتاب علىٰ كثير من النكات والفوائد الكلامية والطبيعية والتفسيرية والتاريخية والفقهية والأدبية؛ وفي حقيقة الأمر يجب علينا أن لا نعتبر كتاب أعلام الطرائق مجرّد معجم اصطلاحات، بل علينا أن نعدّه عبارة عن دائرة معارف ومصدراً غنيّا بالنكات والمطالب الأصيلة والنادرة.وبالرغم من أنّ هدف ابن شهر آشوب الأساسي في هذا الكتاب هو بيان الحدود والاصطلاحات وتعريفاتها، إلّا أنّه يذكر ضمناً واستطراداً خلال أبحاثه المرتبطة بالتعريفات أموراً ونكاتاً متفرّقة ومفيدة في مختلف المواضيع والمسائل؛ علىٰ سبيل المثال: فقد تطرّق في ضمن بحثه في تعريف: (النية) إلىٰ بيان معنىٰ رواية: «نيّة المؤمن خير من عمله» 73 المصدر نفسة 1 / 166.، وقد تناول في هذه الأثناء مجموعة من المسائل الفقهية مثل كيفية نيّة الصلاة وكيفية وزمان نيّة الصيام 74 المصدر نفسة 1 / 167..كما تناول في ذيل مصطلح: (محدّث) تفسير الرواية المروية عن الأئمّة ^: «إنّا محدّثون»، وأشار إلىٰ ثلاثة وجوه تفسيرية مختلفة فيها 75 المصدر نفسة 2 / 3 2..والأنموذج الآخر في: (باب الحياة) حيث ناقش فيه ـ ما يقارب من صفحة كاملة ـ عن سبب رؤية النجوم في الليل، وسبب رؤية حجم النار من بعيد أكبر ممّا هي عليه في واقع الأمر، وسبب رؤية الأشياء من خلف الزجاج، وسبب رؤية المحتضر للملائكة 76 المصدر نفسة 1 / 180..ومن الواضح أنّ أمثال هذه الأبحاث ليست لها علاقة بتعريف الاصطلاحات وإنّما أغلبها جاءت لبيان الأحكام الطبيعية.وهناك موارد أخرىٰ من هذا القبيل أيضاً جديرة بالذكر مثل الأبحاث التي ذكرها ضمناً في تعريف: (الألوان) 77 المصدر نفسة 1 / 204ـ207. ، أو الأمور التي ذكرها في مقام بيان العلّة في: «سبب تحطّم الجرّة حين انجماد الماء فيها» 78 المصدر نفسة 1 / 213.، أو «لماذا الدخان يؤذي الإنسان ولا يؤذي الحيوانات؟ ولماذا تتغيّر ألوان جلود الضأن والخيل عند تغيّر الأنواء الطبيعية؟» أو «لماذا بعض الأجسام تنصهر في النار وبعضها يتصلّب؟ ولماذا الحديد يلين في النار؟» 79 انظر: المصدر نفسة 1 / 215ـ217.، وهناك قسم من الأبحاث المهمّة التي ذكرها هنا وهناك في معجمه هي عبارة عن:
    1ـ تبيين وتوضيح أسماء الله وصفاته توضيحاً مفصّلاً، سواء أكانت من الصفات التي يجوز إطلاقها علىٰ الذات الإلهية أم من الصفات التي لا يجوز إطلاقها علىٰ الذات الإلهية، وذكر أبحاثاً أخرىٰ لها صلة بها، وفي الواقع هذا القسم من الكتاب هو شرح مختصر لأسماء الله، ويعتبر من النوادر 80 انظر: المصدر نفسة 1 / 263ـ282. في هذا المجال.
    2ـ تعريف وتوضيح الكثير من ألقاب وأسامي الملائكة والأنبياء والأئمّة ^ 81 انظر: المصدر نفسة 2 / 24ـ32. والكثير من أسماء أهمّ الشخصيّات التاريخية مثل: ابن أعثم الكوفي، وثابت قطنة، ومالك الأشتر، وعمرو بن حمق، وحسّان، والنجاشي، وأبو دلف، وأبو نوّاس، وسيبويه، وأبو علي الجبّائي، وشاهفور (شاهبور / شابور) ذو الأكتاف، وعامر الشعبي، والكسائي، وصعصعة بن صوحان، و... 82 انظر: المصدر نفسة 2 / 55ـ77..
    3ـ تعريف مختلف القبائل وتوضيح معنىٰ أسمائهم ووجه تسميتهم بتلك الأسامي 83 انظر: المصدر نفسة 2 / 77ـ85..
    4ـ توضيح يخصّ أسامي الأديان ومختلف الفرق والمذاهب 84 انظر: المصدر نفسة 2 / 41ـ49..
    5ـ توضيح الألقاب ووجه تسمية بعض المشهورين من شعراء العرب 85انظر: لمصدر نفسة 2 / 85ـ99.
    إنّ ما قدّمناه آنفاً للقارئ الكريم هو بعض المطالب حول أهمّية كتاب أعلام الطرائق في الحدود والحقائق لابن شهر آشوب بصورة مجملة ونظرة عجلىٰ، وآمل أن تصدر في المستقبل دراسات أكثر تفصيلاً وتدقيقاً بشأن هذا الكتاب القيّم بحيث تتطرّق إلىٰ مختلف دقائقه بنحو مبسوط يليق بالكتاب.
    وفي الختام لابدّ لي من الإشارة إلىٰ أنّ الطبعة الموجودة من كتاب أعلام الطرائق مع كلّ ما بذله المصحّح فيها من جهود جديرة بالتقدير إلّا أنّها لا تخلو من نواقص أيضاً، وهذا الأمر يجعل من الضروري التصدّي إلىٰ تنقيح الكتاب وعرض عمل أكثر تكاملاً له؛ ففي الواقع أنّ المصحّح المحترم ـ قبل طباعة هذا الكتاب ـ لم يحصل علىٰ الصفحات الأولىٰ من نسخة القاهرة؛ لأنّ تلك الصفحات كانت مفقودة في النسخة التي كانت بحوزته، وكذلك وجود بعض الأخطاء المطبعية وغيرها في الكتاب، كلّ هذا وذاك جعل من الضروري تحقيق وتنقيح الكتاب من جديد وإعادة طباعته بصورة أدقّ وأكثر تكاملاً، ليشتمل علىٰ المطالب المهمّة الموجودة في القسم الأوّل من الكتاب بناء علىٰ نسخة القاهرة، وعلىٰ تنظيم للفهارس اللازمة للكتاب؛ إذ بدونها من الصعب البحث عن المصطلحات، وتصعب الاستفادة منه، بل يتعذّر الأمر في بعض الأحيان من بلوغ المرام.
    هذا ونشكر الأستاذ المحترم السيّد علي الطباطبائي علىٰ تصحيحه العلمي لهذا الكتاب القيّم وإحيائه له، آملين أن يقدّم المصحّح الفاضل بهمّته العالية مرّة أخرىٰ تصحيحاً أفضل لهذا الكتاب القيّم والأثر الخالد لابن شهر آشوب.86تمّت ترجمة المقالة إلىٰ العربية من قبل هيئة التحرير.



    المصادر

    ابن شهرآشوب المازندراني ومكانته العلمية: جواد كاظم البيضاني، مؤسّسة الصفاء للمطبوعات بيروت، ودار الكتاب العربي بغداد، 1432هـ.
    ابن شهرآشوب المازندراني، حياته وآثاره العلمية: السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي، انتشارات نداي نيايش، انتشارات علمي وفرهنگي، طهران،1393ش.
    أعلام الطرائق في الحدود والحقائق: محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي، تحقيق: السيّد علي الطباطبائي اليزدي، انتشارات نداي نيايش، انتشارات علمي وفرهنگي، طهران، 1393 ش.
    أعلام الطرائق كتابى تازه ياب از ابن شهرآشوب: أنصاري قمّي، حسن، مجلّة: نشر دانش، السنة: 18، العدد: 4.
    ترجمة عبارات خوارزمي (المأخوذ من ترجمة مفاتيح العلوم للخوارزمي): ترجمة السيّد حسين خديو جم، انتشارات علمي فرهنگي، طهران، الطبعة الثالثة، 1383 ش.
    چهار فرهنگنامه كلامي: ضمن مجموعة: (الذكرىٰ الألفية للشيخ الطوسي)، تصحيح: محمّد تقي دانش پژوه، انتشارات دانشگاه فردوسي، مشهد، 1350ش.
    الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة: للقاضي الشيخ زكريّا بن محمّد الأنصاري (ت 926 هـ)، تحقيق: الدكتور مازن المبارك، دار الفكرالمعاصر، بيروت، 1441 هـ.
    الحدود الكلامية والفقهية علىٰ رأي أهل السنّة الأشعرية: أبو بكر محمّد بن سابق الصِّقِلِّي (ت 493 هـ)، تحقيق: الدكتور محمّد الطَّبَراني، دار الغرب الإسلامي، تونس، 2008م.
    الحدود: قطب الدين المُقري النيشابوري (من علماء القرن السادس الهجري)، تحقيق: الدكتور محمود يزدي مطلق (فاضل)، مؤسّسة الإمام الصادق ×، قم، 1414هـ.
    10ـ دائرة المعارف بزرك إسلامي (ابن شهرآشوب): الدكتور أحمد پاكتچي، مؤسّسة دائرة المعارف الإسلامية الكبرىٰ، طهران، إيران.
    11ـ كتاب الحدود (الحدود والحقائق في شرح الألفاظ المصطلحة بين المتكلّمين من الإمامية): القاضي أشرف الدين صاعد البريدي الآبي (من علماء القرن السادس الهجري) المطبوع ضمن (چهار فرهنگنامه كلامي) ضمن مجموعة: (الذكرىٰ الألفية للشيخ الطوسي)، تصحيح: محمّد تقي دانش پژوه، انتشارات دانشگاه فردوسي، مشهد، 1350ش.
    12ـ كتاب الحدود (الحدود والحقائق في شرح الألفاظ المصطلحة بين المتكلّمين من الإمامية): القاضي أشرف الدين صاعد البريدي الآبي (من علماء القرن السادس الهجري)، تحقيق: حسين علي محفوظ، مطبعة المعارف، بغداد، 1970م.
    13ـ كتاب الحدود (الحدود والحقائق في شرح الألفاظ المصطلحة بين المتكلّمين من الإمامية): القاضي أشرف الدين صاعد البريدي الآبي (من علماء القرن السادس الهجري)، تحقيق: حسين علي محفوظ، مطبعة الإسلام، قم، طبعة أُفسيت عن طبعة مطبعة المعارف في بغداد.
    14ـ كتاب الحدود في الأصول (الحدود والمُواضعات): أبو بكر محمّد بن حسن بن فورَك الإصفهاني الأشعري (ت 406هـ)، تحقيق: محمّد السليماني، دار الغرب الإسلامي، لبنان، بيروت، 1999م.
    15ـ المُبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلّمين (المصطلح الفلسفي عند العرب): سيف الدين الآمِدي (ت 631هـ)، تحقيق: عبد الأمير الأعسم، الطبعة الثانية، القاهرة، الهيئة المصرية العامّة للكتاب، 1989م.
    16ـ المُبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلّمين: سيف الدين الآمِدي (ت 631هـ)، تحقيق: حسن محمود الشافعي، مكتبة وهبة، القاهرة، 1413هـ / 1993م، الطبعة الثانية.
    17ـ متشابه القرآن ومختلفه: محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، تحقيق: السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي، انتشارات نداي نيايش، انتشارات علمي وفرهنگي، طهران، 1393ش.
    18ـ معالم العلماء: محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني، تحقيق: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي، دار المحجّة البيضاء بيروت، مكتبة دار علوم القرآن كربلاء، 1433هـ.
    19ـ مفاتيح العلوم: الخوارزمي، محمّد بن أحمد بن يوسف، حقّقه وقدّم له: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، 1409هـ.
    20ـ المقدّمة في الكلام (المطبوع ضمن الرسائل العشر): الطوسي، محمّد بن حسن، مؤسّسه النشر الإسلامي، قم.
    21ـ المقدّمة في الكلام (المطبوع مع شرح المقدّمة في الكلام): الطوسي، محمّد بن حسن، تحقيق وتقديم: حسن أنصاري، زابينه اشميتكه، طهران، انتشارات ميراث مكتوب، 1392ش.
    22ـ المقدّمة في الكلام (المطبوع مع شرح المقدّمة في الكلام)، (چهار فرهنگنامه كلامي) ضمن مجموعة، (الذكرىٰ الألفية للشيخ الطوسي): الطوسي، محمّد بن حسن، تصحيح: محمّد تقي دانش پژوه، انتشارات دانشگاه فردوسي، مشهد، 1350ش.
    23ـ المقدّمة في المدخل إلىٰ علم الكلام (المقدّمة في الكلام): شيخ الطائفه أبو جعفر محمّد ابن حسن بن علي الطوسي (ت 460هـ).
    24ـ مكتبة ابن شهرآشوب: 1197 http: / / ansari.kateban.com / post / .
    25ـ الملل والنحل ابن شهر آشوب:
    26ـ
    1849 http: / / ansari.kateban.com / post / .

    ۱. علىٰ سبيل المثال: لابدّ من الإشارة إلىٰ كتاب الفاضل المحترم السيّد محمّد الطباطبائي اليزدي الذي يتناول حياة ابن شهر آشوب ومؤلّفاته والذي صدر بمناسبة مؤتمر إحياء ذكرىٰ ابن شهر آشوب، انظر: (ابن شهرآشوب المازندراني، حياته وآثاره العلمية)؛ وثمّة كتاب آخر في هذا المضمار تحت عنوان: (ابن شهرآشوب المازندراني ومكانته العلمية) من تأليف جواد كاظم البيضاني.
    ۲. علىٰ سبيل المثال: فإنّ الدكتور أحمد باكتجي ذكر أعلام الطرائق في بحثه تحت عنوان: (ابن شهر آشوب) في دائرة المعارف الإسلامية الكبرىٰ (دائرة المعارف بزرك إسلامي) ۴ / ۹۲، وعدّه من كتبه المفقودة؛ وكذلك ذكره جواد كاظم البيضاني في كتابه (ابن شهر آشوب المازندراني ومكانته العلمية) في الصفحة ۹۵ بعنوان خاطئ حيث سمّاه: (الطريق في الحدود والحقائق) وعدّه من كتب ابن شهر آشوب المفقودة.
    ۳. مقالة: (أعلام الطرائق كتابي تازه ياب از ابن شهرآشوب) ۴ / ۲۹ـ۳۰.
    ۴. أعلام الطرائق في الحدود والحقائق، لمحمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي، مجلدان، تحقيق: السيّد علي الطباطبائي اليزدي، انتشارات نداي نيايش (وابسته به شركت انتشارات علمي وفرهنگي)، طهران، ۱۳۹۳ ش.
    ۵. معالم العلماء: ۲۵۸.
    ۶. انظر: متشابه القرآن ومختلفه ۲ / ۳۴۷.
    ۷. أعلام الطرائق ۱ / ۱۶۶.
    ۸. المصدر نفسة ۱ / ۲۲۱؛ ۲ / ۱۱.
    ۹. المصدر نفسة ۲ / ۴۹.
    ۱۰. المصدر نفسة ۲ / ۱۸۲، ۱۹۸.
    ۱۱. مقدّمة أعلام الطرائق ۱ / الصفحة زاي.
    ۱۲. المصدر نفسة .
    ۱۳. المصدر نفسة، الصفحة صاد.
    ۱۴. انظر: المصدر نفسة، الصفحة ضاد.
    ۱۵. انظر: مفاتيح العلوم: ۱۳ـ۱۴؛ ترجمة عبارات خوارزمي: ۴.
    ۱۶. نفس المصادر.
    ۱۷. المقدّمة في الكلام: ۳.
    ۱۸. أعلام الطرائق ۲ / ۲۲۰.
    ۱۹. تمّ نشره ضمن: (چهار فرهنگنامه کلامی) في مجموعة (الذكریٰ الألفية للشيخ الطوسي)، ج۲؛ وطبع مرّة أخرىٰ في ضمن: (الرسائل العشر)، من قِبَل مؤسّسة النشر الإسلامي في مدينة قم؛ وكذلك انظر: المقدّمة في الكلام، تحقيق وتقديم: حسن الأنصاري، وزابينه اشميتكه، طهران، انتشارات ميراث مكتوب، ۱۳۹۲ ش.
    ۲۰. طبعت هذه الرسالة لأوّل مرّة ـ علىٰ ما فيها من أخطاء ـ بتصحيح محمّد تقي دانش پژوه، ضمن كتاب (چهار فرهنگنامه كلامى) في مجموعة (الذكریٰ الألفية للشيخ الطوسي)، ج۲، الذي صدر من جامعة فردوسي، مشهد، ۱۳۵۰ شمسي، ص: ۲۱۹ ـ ۲۳۳. وطبع مرّة أخرىٰ بتحقيق الدكتور حسين علي محفوظ في مطبعة المعارف بغداد ـ۱۹۷۰م، ثمّ طبعته مطبعة الإسلام في قم بالأوفسيت.
    ۲۱. تمّ طباعته بتحقيق الدكتور محمود يزدي مطلق (فاضل)، مؤسّسة الإمام الصادق ×، ۱۴۱۴هـ.
    ۲۲. تمّ طباعته بتحقيق: محمّد السليماني، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ۱۹۹۹م.
    ۲۳. تمّ طباعته بتحقيق الدكتور محمّد الطبراني، دار المغرب الإسلامي، تونس، ۲۰۰۸م.
    ۲۴. تحقيق: حسن محمود الشافعي، نشر مكتبة وهبة، القاهره، الطبعة الثانية، ۱۴۱۳ هـ / ۱۹۹۳م؛ وله تنقيح ثانٍ، انظر: المصطلح الفلسفي عند العرب: ۳۰۳ـ۳۸۸.
    ۲۵. انظر: الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة، تحقيق: دكتور مازن المبارك، دارالفكر المعاصر، بيروت، ۱۴۱۱ هـ.
    ۲۶. للحصول علىٰ فهرسة للكتب والمصادر التي كانت في حوزة ابن شهر آشوب، انظر: (درآمدي بر كتابخانة ابن شهرآشوب)، صابري، حسين، بنياد پژوهش هاي إسلامي آستان قدس رضوي، مشهد، ۱۳۹۳ ش، علماً بأنّه كتاب غير كامل وغير دقيق؛ لأنّ مؤلّفه المحترم لم يقدّم فيه دراسة عن كتابين مهمّين لابن شهر آشوب وهما مثالب النواصب وأعلام الطرائق، وقد تمّت طباعتهما ولابدّ من معرفة مصادر الإحالات فيهما وتخريجها.
    وانظر كذلك: مدوّنات الدكتور حسن الأنصاري في صفحة كاتبان في الأنترنيت:
    ۱ـ (كتابخانة ابن شهرآشوب) في: ۱۱۹۷ http: / / ansari.kateban.com / post / .
    ۲ـ (ملل ونحل ابن شهرآشوب) في: ۱۸۴۹ http: / / ansari.kateban.com / post / .
    ۲۷. «[أ] العقل: مجموع علوم إذا اجتمعت سُمّيت عقلاً.
    [ب] وقيل: عبارة عن علوم مخصوصة إذا كمُلت للإنسان سُمّي عاقلاً.
    [ج] وقيل: هو اسم لعلوم إذا حصلت للإنسان صحّ تكليفه.
    [د] وقيل: هو العلم الضروري بحُسن بعض الأفعال وقُبح بعضها.
    [هـ] وقيل: هو العلوم الضرورية التي لا يحسُن بدون كمالها التكليف.
    [و] وقيل: علوم مخصوصة إذا حصلت في الواحد وجبت عليه المعرفة وتوجّه إليه التكليف.
    [ز] وقيل: مجموع علوم بها يتمكّن من الاستدلا ل بالشاهد علىٰ الغائب.
    [ح] وقيل: العلم بحُسن الحسَن وقُبح القبيح، سمّي بذلك؛ لأنّ العلم بقُبح القبيح يمنع العالم به من الإقدام عليه، ولهذا الاشتقاق امتنعوا من إجراء هذه اللفظة علىٰ الله تعالیٰ»، أعلام الطرائق ۱ / ۱۴۱.
    ۲۸. «العقل: عبارة عن مجموع علوم إذا اجتمعت سمّيت عقلاً»، المقدّمة في الكلام، بتحقيق: حسن الأنصاري وزابينه اشميتكه: ۲۲.
    ۲۹. «العقل عبارة عن مجموع علوم ضرورية إذا خلقها الله تعالىٰ في الإنسان صحّ منه تكليفه»، الحدود، للقاضي صاعد البَريدي: ۲۲.
    ۳۰. «فأمّا العقل: فهو عبارة عن علوم مخصوصة إذا كملت للإنسان يسمّىٰ عاقلاً»، الحدود، للمُقري النيشابوري: ۹۱.
    ۳۱. «العقل: هو البَدَائِهُ من العلوم التي لا يشرَك في علمِها العاقلون البهائِمَ، والمتيقِّظون النومَ»، الحدود في الأصول،لابن فورك الإصفهاني: ۷۹.
    ۳۲. «فحدّ العقل ما عَلِمَ به المخلوقُ امتناعَ [وجود] المستحيلات»، الحدود الكلامية والفقهية علىٰ رأي أهل السنّة الأشعرية: ۱۶۲.
    ۳۳. «العصمة في الأصل: المنع؛ وفي العُرف:
    [أ] كلّ لطفٍ إذا فعلَه الله تعالىٰ امتنعَ المكلّف من فعل المعصية وترك الواجب.
    [ب] وقيل: ما يختار عندَه ترك القبيح المتمكّن منه، ولولاه لما كان يختاره.
    [ج] وقيل: هو المنع باللطف من فعل القبيح لا علىٰ وجه الحَيلوَلة.
    [د] وقيل: اسم لما علِمَ الله تعالىٰ أنّ المكلّف يختار عنده الامتناعَ من جميع القبائح.
    [هـ] وقيل: هي اللطف الذي يفعله الله تعالىٰ فيختار العبدُ عنده الامتناعَ من فعل القبيح.
    [و] وقيل: ما لا يقع عنده القبيح وإن لم يرتفع.
    [ز] وقيل: أن يقطَع علىٰ باطنه ويعلَم أّنه يمتنع كامتناعه في الظاهر.
    [ح] وقال المرتضیٰ: معناها أن لا يختار في المستقبل القبيحَ لا ظاهراً ولا باطناً، وإن كان قادراً عليه». أعلام الطرائق ۲ / ۷.
    ۳۴. «العصمة: ما يرتفع عنده القبيح ولولاه لم يرتفع»، الحدود، لقطب الدین لنیشابوري: ۱۰۲.
    ۳۵. «العصمة: ما يمتنع المكلّف عنده من فعل القبيح ولولاه لما امتنع»، الحدود، للقاضي صاعد البریدي: ۲۳.
    ۳۶. «العصمة: هي الحِراسةُ من مَواقعِ الذنبِ»، الحدود في الأصول، لابن فورَك الإصفهاني: ۱۱۹.
    ۳۷. «حدّ العصمة: الحراسة من المعاصي»، الحدود الكلامية والفقهية علىٰ رأي أهل السنّة الأشعرية: ۱۴۸.
    ۳۸. انظر: أعلام الطرائق ۱ / ۲۲۰.
    ۳۹. انظر: المصدر نفسة: ۲۲۳.
    ۴۰. انظر: المصدر نفسة: ۱۵۹ـ۱۶۰..
    ۴۱. انظر أنموذجاً: أعلام الطرائق ۱ / ۵۲، ۶۱، ۶۷، ۷۸، ۷۹، ۱۵۲، ۱۵۳، ۱۶۱، ۱۶۵، ۱۹۳، ۲۲۱، ۲۴۲، ۲۴۳، ۲۵۰، ۲۶۸، ۲۷۲، ۲۷۹،۲۸۴، ۲۸۸، ۲۸۹، ۲۹۲؛ ۲ / ۷، ۸، ۲۳، ۱۱۱، ۱۱۳.
    ۴۲. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۱۷۶، ۲۰۵، ۲۳۷، ۲۴۷، ۲۸۰، ۲۹۱؛ ۲ / ۳، ۲۱، ۲۳، ۱۰۳، ۱۰۷، ۱۱۲، ۱۱۴، ۱۱۹، ۱۲۰، ۱۲۱،۱۲۳، ۱۲۶، ۱۲۷، ۱۳۸.
    ۴۳. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۷۸، ۹۵، ۹۸، ۱۰۰، ۱۶۵، ۱۷۳، ۱۹۱، ۱۹۲، ۲۰۰، ۲۲۰، ۲۶۸، ۲۷۹.
    ۴۴. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۶۰، ۱۹۷، ۲۴۹؛ ۲ / ۲۱۳.
    ۴۵. المصدر نفسة ۱ / ۳۷ و۴۸.
    ۴۶. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۴۸، ۷۶؛ ۲ / ۲۱۳.
    ۴۷. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۴۰، ۴۲، ۴۷، ۵۸، ۶۷، ۱۳۰، ۱۶۵، ۲۵۱، ۲۶۷، ۲۶۸، ۲۷۰، ۲۷۲، ۲۷۴، ۲۷۸؛ ۲ / ۲۱۳.
    ۴۸. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۴۲، ۱۲۶، ۱۵۵، ۱۸۲، ۱۸۴، ۱۸۶، ۲۵۴.
    ۴۹. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۹۰، ۲۴۵.
    ۵۰. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۷۶.
    ۵۱. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۵۷.
    ۵۲. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۱۸۰؛ ۲ / ۳۶.
    ۵۳. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۵۸.
    ۵۴. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۱۴۸.
    ۵۵. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۲۱۲؛ ۲ / ۲۱۳.
    ۵۶. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۵۷، ۶۰، ۷۶، ۷۹، ۸۶، ۱۰۳، ۱۰۵، ۱۲۶، ۱۳۳، ۱۳۷، ۱۴۸، ۱۵۰، ۱۵۲، ۱۵۹، ۱۷۹، ۱۸۲، ۲۲۴، ۲۲۹، ۲۳۹،۲۴۵، ۲۸۸؛ ۲ / ۲۴، ۱۱۱، ۱۳۵، ۱۵۳، ۱۶۷، ۲۱۱، ۲۱۲.
    ۵۷. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۸۹، ۱۰۱، ۱۱۷، ۱۴۷، ۲۷۷.
    ۵۸. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۱۷۹.
    ۵۹. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۳۹؛ كما أشار مصحّح الكتاب بأنّ جميع ما جاء في هذا القسم قد تمّ اقتباسه من الفصل الثالث من (المقدّمة في الكلام) للشيخ الطوسي.
    ۶۰. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۸۳، ۸۵، ۸۸، ۸۹، ۹۶، ۹۷، ۱۰۳، ۱۱۷، ۱۲۰، ۱۲۷، ۱۲۹، ۱۳۲، ۱۳۴، ۱۷۸، ۱۹۷، ۱۹۸، ۲۰۱، ۲۳۴،۲۳۹، ۲۶۱، ۲۶۹؛ ۲ / ۸، ۳۱، ۱۳۴، ۲۱۳.
    ۶۱. المصدر نفسة ۱ / ۱۸۲ و۲۶۱؛ ۲ / ۸.
    ۶۲. المصدر نفسة ۱ / ۲۷۷.
    ۶۳. المصدر نفسة ۲ / ۱۲۱، ۱۲۳، ۱۲۵، ۱۲۷.
    ۶۴. المصدر نفسة ۲ / ۱۰۵، ۱۱۹، ۱۲۴، ۱۲۶.
    ۶۵. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۵۹.
    ۶۶. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۱۴۵ و۱۴۸.
    ۶۷. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۱۴۸.
    ۶۸. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۱۴۵.
    ۶۹. المصدر نفسة ۱ / ۲۱۴.
    ۷۰. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۵۲، ۱۱۷، ۱۲۶، ۱۶۰، ۱۸۸، ۲۵۲، ۲۵۸.
    ۷۱. انظر أنموذجاً: المصدر نفسة ۱ / ۵۴، ۵۹، ۶۰، ۱۲۷.
    ۷۲. المصدر نفسة ۱ / ۳۰.
    ۷۳. المصدر نفسة ۱ / ۱۶۶.
    ۷۴. المصدر نفسة ۱ / ۱۶۷.
    ۷۵. المصدر نفسة ۲ / ۳ ۲.
    ۷۶. المصدر نفسة ۱ / ۱۸۰.
    ۷۷. المصدر نفسة ۱ / ۲۰۴ـ۲۰۷.
    ۷۸. المصدر نفسة ۱ / ۲۱۳.
    ۷۹. انظر: المصدر نفسة ۱ / ۲۱۵ـ۲۱۷.
    ۸۰. انظر: المصدر نفسة ۱ / ۲۶۳ـ۲۸۲.
    ۸۱. انظر: المصدر نفسة ۲ / ۲۴ـ۳۲.
    ۸۲. انظر: المصدر نفسة ۲ / ۵۵ـ۷۷.
    ۸۳. انظر: المصدر نفسة ۲ / ۷۷ـ۸۵.
    ۸۴. انظر: المصدر نفسة ۲ / ۴۱ـ۴۹.
    ۸۵. انظر: لمصدر نفسة ۲ / ۸۵ـ۹۹.
    ۸۶. تمّت ترجمة المقالة إلىٰ العربية من قبل هيئة التحرير.
    يكشنبه ۱۹ شهريور ۱۴۰۲ ساعت ۱:۰۴
    نظرات



    نمایش ایمیل به مخاطبین





    نمایش نظر در سایت